التوفل مقابل الأيلتس: الفرق

الفرق بين اختبار التوفل (TOEFL) واختبار الأيلتس (IELTS)

في عالم التعليم الدولي، أصبح اجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية معياراً أساسياً للالتحاق بالجامعات والمؤسسات التعليمية في الدول التي تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة تعليمية رسمية. من بين الاختبارات الأكثر شهرة واستخداماً في هذا السياق، يأتي كل من اختبار “التوفل” (TOEFL) واختبار “الأيلتس” (IELTS)، اللذان يعدان من الأدوات الرئيسية التي تقيم مستوى إتقان اللغة الإنجليزية لدى الطلاب الأجانب. رغم أن كلا الاختبارين يهدفان إلى قياس نفس المهارات اللغوية، إلا أن هناك العديد من الفروق الجوهرية بينهما من حيث الهيكل، والمحتوى، ونظام التصحيح، والجوانب الأخرى التي تميز كل منهما. في هذا المقال، سنقوم بمقارنة شاملة بين اختبار التوفل واختبار الأيلتس في مختلف الجوانب.

1. الهيكل العام لاختبار التوفل (TOEFL)

اختبار التوفل هو اختبار موحد يقيم مستوى إتقان اللغة الإنجليزية في أربعة مهارات أساسية: الاستماع، والقراءة، والكتابة، والمحادثة. يتم تنظيم اختبار التوفل بشكل يتناسب مع النظام الأكاديمي الأمريكي، ويعتمد في تقييمه على اللغة الإنجليزية الأمريكية بصفة رئيسية. إليك تفاصيل هيكل الاختبار:

• القراءة (Reading): يتضمن الاختبار نصوصاً أكاديمية باللغة الإنجليزية تليها مجموعة من الأسئلة حول النصوص، والتي تهدف إلى قياس قدرة المتقدم على فهم النصوص الأكاديمية والمعلومات المضمنة فيها. يمتد وقت الجزء المخصص للقراءة إلى حوالي 60 إلى 80 دقيقة.

• الاستماع (Listening): يتضمن هذا الجزء الاستماع إلى محاضرات أكاديمية ومناقشات بين طلاب وأساتذة، ثم الإجابة على أسئلة تتعلق بما تم سماعه. يستغرق وقت الاستماع حوالي 60 إلى 90 دقيقة.

• الكتابة (Writing): في هذا الجزء، يتم تكليف المتقدم بكتابة مقالين؛ الأول يعتمد على موضوع أكاديمي يتطلب منك تلخيص معلومات معينة، بينما يتطلب الثاني من المتقدم التعبير عن رأيه حول موضوع معين باستخدام الأدلة.

• المحادثة (Speaking): يتطلب هذا الجزء من الاختبار إجراء محادثة قصيرة مع الكمبيوتر حول مواضيع معينة، حيث يتم تقييم مهارات النطق، والطلاقة، والتنظيم اللغوي. يتكون الاختبار من ستة مهام محادثة تستغرق حوالي 20 دقيقة.

2. الهيكل العام لاختبار الأيلتس (IELTS)

على الرغم من أن اختبار الأيلتس يشترك مع اختبار التوفل في قياس مهارات اللغة الأساسية الأربع، إلا أن هناك اختلافات مهمة في تنظيم الاختبار. اختبار الأيلتس يقدم نوعين رئيسيين: النسخة الأكاديمية والنسخة العامة. النسخة الأكاديمية مخصصة للطلاب الراغبين في الالتحاق بمؤسسات تعليمية، بينما النسخة العامة تستخدم للأغراض المهنية أو الهجرة.

• القراءة (Reading): يتضمن اختبار القراءة في الأيلتس ثلاثة نصوص طويلة من مواضيع أكاديمية، وتليها مجموعة من الأسئلة التي تقيم قدرة المتقدم على استيعاب النصوص ومحتواها. يختلف الأسلوب هنا عن التوفل الذي يستخدم نصوصاً أكاديمية بشكل رئيسي.

• الاستماع (Listening): يتضمن هذا الجزء أربعة مقاطع صوتية يمكن أن تتنوع بين محادثات غير رسمية أو محاضرات أكاديمية، حيث يجب على المتقدم الإجابة على الأسئلة المرتبطة بكل مقطع. التوقيت لهذا الجزء حوالي 30 دقيقة.

• الكتابة (Writing): في هذا الجزء، يُطلب من المتقدم كتابة مقالين، الأول يتطلب من المتقدم وصف أو تحليل مخطط أو رسم بياني، بينما الثاني يتطلب من المتقدم مناقشة موضوع معين. تختلف هذه المهمة بشكل جوهري عن كتابة مقال تحليلي في التوفل.

• المحادثة (Speaking): في هذا الجزء، يتم إجراء مقابلة وجهًا لوجه مع ممتحن مختص. يتضمن الجزء الحديث عن موضوعات معينة ومناقشتها بشكل مفتوح، مما يعكس بشكل أكبر البيئة التفاعلية للمحادثة مقارنةً بالمحادثة التي تتم عبر الكمبيوتر في اختبار التوفل.

3. أنماط الاختبار والتصحيح

• التوفل (TOEFL): يتم تصحيح اختبار التوفل بالكامل بواسطة الكمبيوتر، حيث يقوم نظام الكمبيوتر بتقييم كل من الأسئلة متعددة الخيارات، بالإضافة إلى الردود الصوتية المكتوبة من قبل المتقدمين. على الرغم من أن المحادثة يتم تسجيلها بواسطة الكمبيوتر، إلا أن المعايير التي يتم بها التقييم واضحة ومحددة بشكل صارم.

• الأيلتس (IELTS): يختلف اختبار الأيلتس عن التوفل في أسلوب التصحيح، حيث يتم تصحيح جزء المحادثة من قبل ممتحن بشري، وهو ما يعكس بعض الطابع الشخصي في التصحيح. على الرغم من أن الأجزاء الأخرى (القراءة، الاستماع، الكتابة) يتم تصحيحها وفقاً للمعايير المحددة، فإن أسلوب التفاعل البشري في المحادثة قد يؤثر في نتيجة المتقدم بشكل مختلف.

4. الدرجة والنتائج

• التوفل (TOEFL): يتم تصنيف درجات التوفل على مقياس من 0 إلى 120 نقطة، بحيث يتم توزيع النقاط على الأربعة أقسام (30 نقطة لكل قسم). يتم تحديد النجاح وفقاً للحد الأدنى من النقاط التي تضعها المؤسسة التعليمية أو البرنامج الأكاديمي. يمكن للطلاب الحصول على نتائجهم بعد 6 أيام من إجراء الاختبار.

• الأيلتس (IELTS): يتم تصنيف نتائج الأيلتس باستخدام مقياس من 0 إلى 9 نقاط، حيث يتم تقديم درجة عامة بالإضافة إلى درجة منفصلة لكل قسم من الاختبار. على سبيل المثال، قد يحصل المتقدم على درجة 7 في المحادثة ودرجة 6 في القراءة. تعتبر الدرجة 6.5 أو أعلى هي الأكثر قبولاً في العديد من الجامعات.

5. مدة الاختبار وتكلفته

• التوفل (TOEFL): يستغرق اختبار التوفل حوالي 4 ساعات تقريباً، مما يجعله أطول قليلاً من اختبار الأيلتس. تكاليف التوفل تتفاوت حسب البلد، ولكنها تتراوح عادة بين 160 إلى 250 دولار أمريكي.

• الأيلتس (IELTS): من ناحية أخرى، يستغرق اختبار الأيلتس حوالي 2 ساعة و45 دقيقة، مما يجعله أقصر من التوفل. تتراوح تكلفة اختبار الأيلتس عادة بين 200 إلى 250 دولار أمريكي حسب البلد.

6. اختيار الاختبار الأنسب

اختيار الاختبار الأنسب يعتمد إلى حد كبير على متطلبات المؤسسات التعليمية أو الوظيفية التي ينوي المتقدم التقديم إليها. على الرغم من أن كلا الاختبارين يعتمدان على نفس الأساسيات، فإن الفرق في الهيكل والنظام قد يجعلهما أكثر ملاءمة لمواقف مختلفة.

• اختبار التوفل: يفضل للطلاب الذين يرغبون في التقديم إلى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، حيث أن التوفل يعد المعيار الأكثر قبولاً في هذه المناطق. كما أن الأسئلة متعددة الخيارات قد تكون أسهل لبعض الطلاب مقارنةً بنظام الأسئلة المفتوحة في الأيلتس.

• اختبار الأيلتس: يعتبر الخيار الأفضل لأولئك الذين يخططون للهجرة أو الدراسة في المملكة المتحدة، أستراليا، أو نيوزيلندا، حيث يعتبر الأيلتس الأكثر قبولاً في هذه البلدان. كما أن اختبار المحادثة وجهًا لوجه قد يكون أكثر راحة لبعض الأشخاص مقارنة بالمحادثة عبر الكمبيوتر في التوفل.

7. الاستنتاج

اختبار التوفل واختبار الأيلتس هما أداتان رئيسيتان لقياس مستوى اللغة الإنجليزية للطلاب المتقدمين إلى المؤسسات الأكاديمية أو التقديم للهجرة. رغم أنهما يهدفان إلى نفس الغرض، إلا أن الفرق في الأسلوب، والهيكل، وطريقة التصحيح يمكن أن يؤثر على اختيار المتقدم بناءً على البلد أو المؤسسة التي يتقدم إليها، وكذلك على الطريقة التي يشعر بها بشأن طريقة الامتحان نفسه.