التهاب غدة بارثولين: الأسباب والعلاج

التهاب غدة بارثولين: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

تعد غدة بارثولين من الغدد الصغيرة الموجودة في الجهاز التناسلي الأنثوي، وهي مسؤولة عن إفراز سائل يساعد على تليين المهبل أثناء العلاقة الجنسية. تقع هذه الغدد على جانبي الفتحة المهبلية، وتعتبر جزءاً من جهاز إفرازات الجسم التي تساعد على الحفاظ على صحة الأعضاء التناسلية. ولكن في بعض الأحيان، قد تتعرض هذه الغدد للالتهاب أو العدوى، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم التهاب غدة بارثولين. هذا المقال يستعرض أسباب التهاب غدة بارثولين، الأعراض التي قد تصاحب هذه الحالة، طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

1. ما هي غدة بارثولين؟

غدة بارثولين هي غدتان صغيرتان تقعان في المنطقة التناسلية الأنثوية، تحديداً في الجانبين الأيمن والأيسر للفتحة المهبلية. تتولى هاتان الغدتان وظيفة إفراز سائل زيتي مائي يساعد على ترطيب المهبل أثناء ممارسة العلاقة الجنسية. من المهم أن يكون السائل الذي تفرزه هذه الغدة خفيفاً غير كثيف، ليتيح راحة أثناء العلاقة. لكن، إذا انسد أحد قنوات هذه الغدة، قد تتراكم السوائل داخلها وتؤدي إلى حدوث انتفاخ مؤلم، مما يؤدي إلى التهاب الغدة.

2. أسباب التهاب غدة بارثولين

التهاب غدة بارثولين يحدث عندما تتعرض الغدة أو القناة الخاصة بها للانسداد، مما يسمح للبكتيريا بالنمو داخلها. من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذا الالتهاب:

2.1. العدوى البكتيرية

يعد السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب غدة بارثولين هو العدوى البكتيرية. البكتيريا الأكثر شيوعاً التي تسبب هذا الالتهاب هي المكورات العنقودية والمكورات العقدية. قد تدخل هذه البكتيريا إلى الغدة من خلال الاتصال الجنسي أو من خلال استخدام أدوات غير معقمة.

2.2. انسداد قناة غدة بارثولين

قد يحدث انسداد في القناة التي تفرز منها الغدة سائلها المائي، مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الغدة وتكوين أكياس. هذا الانسداد يمكن أن يكون نتيجة للإصابة أو التهاب سابق في المنطقة التناسلية.

2.3. العوامل البيئية

يمكن أن تزيد بعض العوامل البيئية من احتمالية الإصابة بالتهاب غدة بارثولين، مثل نقص النظافة الشخصية، أو التعرض لمواد كيميائية قد تؤدي إلى تهيج المنطقة التناسلية.

2.4. الأمراض المنقولة جنسياً (STIs)

الأمراض المنقولة جنسياً مثل السيلان و الكلاميديا هي من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث التهاب في غدة بارثولين. هذه الأمراض يمكن أن تساهم في انسداد القنوات أو زيادة قابلية الغدة للإصابة بالبكتيريا.

2.5. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية التي تحدث بسبب الحمل، الدورة الشهرية، أو استخدام موانع الحمل قد تساهم في زيادة احتقان غدة بارثولين، مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخلها.

3. أعراض التهاب غدة بارثولين

يختلف شدة الأعراض التي تظهر على المريضة بحسب درجة الالتهاب. قد تكون الأعراض بسيطة في الحالات المبكرة، لكنها يمكن أن تصبح أكثر خطورة إذا تركت دون علاج. من أهم الأعراض التي قد تشير إلى وجود التهاب في غدة بارثولين:

3.1. ألم في المنطقة التناسلية

أحد الأعراض الأكثر شيوعاً هو الشعور بالألم في المنطقة التناسلية، خاصة أثناء الجلوس أو عند ممارسة العلاقة الجنسية. الألم يمكن أن يكون حاداً أو خفيفاً ويزداد مع مرور الوقت.

3.2. تورم في جانب المهبل

قد يظهر تورم ملحوظ على جانب المهبل نتيجة انسداد غدة بارثولين. هذا التورم قد يكون صغيراً في البداية، لكنه قد يزداد حجماً مع تفاقم الحالة.

3.3. ظهور خراج

في بعض الحالات، قد يتطور التورم إلى خراج مملوء بالصديد، مما يزيد من الألم والتورم في المنطقة. قد تكون هذه الخراجات مؤلمة جداً وقد تحتاج إلى تصريف جراحي.

3.4. احمرار أو تهيج في الجلد المحيط

يمكن أن تصاب المنطقة المحيطة بالغدة بالاحمرار أو التهيج بسبب الالتهاب المستمر، وقد يشعر المريض بحرارة في المنطقة المتأثرة.

3.5. ارتفاع درجة الحرارة

في الحالات الشديدة، قد يعاني المريض من ارتفاع في درجة الحرارة، وهو مؤشر على وجود عدوى شديدة. يمكن أن يصاحب هذا الشعور بالقشعريرة.

4. تشخيص التهاب غدة بارثولين

عند زيارة الطبيب بسبب الأعراض المذكورة، يقوم الطبيب بإجراء عدة خطوات لتحديد ما إذا كان هناك التهاب في غدة بارثولين:

4.1. التاريخ الطبي والفحص السريري

أولاً، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الكامل للمريضة، مع التركيز على الأعراض الحالية، أي مشاكل صحية سابقة، أو تعرض لأي أمراض منقولة جنسياً. ثم، يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري للمنطقة التناسلية لتحديد وجود أي تورم أو خراج.

4.2. الفحوصات المخبرية

إذا كان الطبيب يشتبه في وجود عدوى بكتيرية، قد يطلب إجراء تحليل للدم أو للسوائل المستخلصة من الخراج إذا كان قد تكون، لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى. هذا يمكن أن يساعد في تحديد نوع العلاج المناسب.

4.3. فحص الحوض

في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص للحوض للتأكد من وجود أي علامات إضافية للعدوى أو التورم في غدة بارثولين.

5. علاج التهاب غدة بارثولين

تعتمد طريقة العلاج على شدة الحالة ونوع البكتيريا المسببة للعدوى. الخيارات العلاجية تشمل:

5.1. العلاج بالمضادات الحيوية

في حالات العدوى البكتيرية، عادة ما يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية. يتم تحديد نوع المضاد الحيوي بناءً على نتائج الفحوصات المخبرية التي تحدد نوع البكتيريا.

5.2. الكمادات الدافئة

في الحالات البسيطة، يمكن أن تكون الكمادات الدافئة مفيدة لتقليل الألم والتورم. يمكن وضع قطعة قماش دافئة على المنطقة المتأثرة عدة مرات يومياً لتخفيف الأعراض.

5.3. تصريف الخراج

إذا تشكل خراج بسبب التورم، قد يحتاج الطبيب إلى تصريفه جراحياً. يتم ذلك عن طريق عمل فتحة صغيرة في الخراج للسماح للصديد بالخروج، مما يخفف من الألم والضغط.

5.4. الجراحة

في الحالات الشديدة أو المزمنة التي لا تتحسن بالعلاج الدوائي أو التصريف الجراحي، قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لاستئصال غدة بارثولين أو قنواتها. هذا الخيار غالباً ما يُلجأ إليه عندما تعاني المريضة من التكرار المستمر للالتهابات.

5.5. العلاج بالليزر

توجد بعض الدراسات التي تشير إلى استخدام العلاج بالليزر في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي. هذا العلاج يساعد في تقليل التورم والتهيج الناجم عن الالتهاب.

6. الوقاية من التهاب غدة بارثولين

للوقاية من التهاب غدة بارثولين والحد من احتمالية حدوثه، من المهم اتباع بعض الإجراءات الوقائية، مثل:

• الاهتمام بالنظافة الشخصية: يجب الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية واستخدام منتجات غير مهيجة.

• ممارسة الجنس الآمن: تجنب الأمراض المنقولة جنسياً عبر استخدام الواقيات الذكرية.

• الفحص الدوري: إجراء فحوصات طبية دورية للكشف عن أي التهابات أو مشاكل صحية قد تؤثر على الجهاز التناسلي.

7. خلاصة

التهاب غدة بارثولين هو حالة طبية يمكن أن تكون مؤلمة ومزعجة، ولكنه قابل للعلاج في معظم الحالات إذا تم تشخيصه ومعالجته بشكل مناسب. من خلال فهم الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج، يمكن للنساء اتخاذ خطوات فعّالة للتعامل مع هذه المشكلة والحفاظ على صحة جهازهن التناسلي.