التهاب سرة الطفل: الأسباب والعلاج

التهاب سرة الطفل حديث الولادة: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

تعد السرة من الأجزاء الحيوية في جسم الطفل حديث الولادة، حيث كانت تربط الطفل بالمشيمة طوال فترة الحمل. ولكن بعد الولادة، تتعرض السرة للعديد من العوامل البيئية والميكروبية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب السرة. التهاب السرة هو حالة شائعة بين حديثي الولادة، حيث يحدث تورم أو احمرار أو إفرازات قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى رعاية وعلاج سريع.

1. تعريف التهاب سرة الطفل حديث الولادة

يُعرف التهاب السرة (أو ما يُسمى بالتهاب الحبل السري) بأنه حالة صحية تؤثر على منطقة السرة في جسم الطفل. عادةً ما يكون الحبل السري عبارة عن وصلة بين الجنين والمشيمة، ويمتد الحبل من السرة إلى المشيمة لتوفير التغذية والأوكسجين للطفل. بعد الولادة، يتم قطع الحبل السري، ويظل جزء صغير منه متصلًا بمنطقة السرة في جسم الطفل. هذا الجزء ينشف تدريجيًا ويُسقط تلقائيًا خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين بعد الولادة.

إذا لم يتم العناية الجيدة بهذه المنطقة، قد يتعرض الطفل لخطر الإصابة بالتهاب السرة، وهو ما يتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.

2. أسباب التهاب السرة عند حديثي الولادة

توجد عدة أسباب تؤدي إلى التهاب سرة الطفل حديث الولادة، تتراوح بين العوامل البيئية والميكروبية. هذه الأسباب تشمل:

2.1 عدم تنظيف السرة بشكل جيد

بعد قطع الحبل السري، يبقى جزء من الحبل ملتصقًا بجسم الطفل. إذا لم يتم العناية بتنظيف هذه المنطقة بشكل صحيح وبانتظام، قد تتراكم البكتيريا وتسبب التهابًا في السرة. يُنصح بتنظيف المنطقة بلطف باستخدام قطعة قماش نظيفة مع ماء دافئ، أو باستخدام مطهرات مخصصة للأطفال لتجنب العدوى.

2.2 دخول البكتيريا أو الجراثيم

من أكثر الأسباب شيوعًا لإصابة السرة بالالتهاب هو تعرضها للبكتيريا أو الجراثيم. هذا يمكن أن يحدث عندما يتم التعامل مع السرة بطريقة غير معقمة أو إذا تعرضت السرة لأوساخ أو ملوثات أثناء تغيير الحفاضات أو القيام بأي نشاط روتيني آخر.

2.3 التهاب الحبل السري السري

يعد التهاب الحبل السري السري من المضاعفات النادرة التي قد تحدث عند الولادة. يحدث عندما تظل بقايا الحبل السري في السرة لفترة أطول من المعتاد، مما يتيح للبكتيريا أو الفطريات فرصة للانتشار وتسبب الالتهاب. في مثل هذه الحالات، قد تحتاج الأم إلى استشارة الطبيب فورًا للحصول على علاج مناسب.

2.4 مشاكل طبية أخرى

بعض المشاكل الطبية مثل ضعف الجهاز المناعي لدى الطفل قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب السرة. الأطفال الذين يعانون من حالات طبية مثل السكري أو الاضطرابات الوراثية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى في هذه المنطقة الحساسة.

2.5 العناية غير السليمة بالأم أثناء الولادة

في بعض الحالات، يمكن أن تتسبب ظروف الولادة نفسها في زيادة خطر التهاب السرة. على سبيل المثال، في حالة حدوث عدوى أثناء الولادة، قد تنتقل البكتيريا إلى الطفل عبر الحبل السري قبل القطع أو عبر الجلد في منطقة السرة بعد الولادة.

3. أعراض التهاب سرة الطفل حديث الولادة

يتسم التهاب السرة بعدد من الأعراض التي قد تكون واضحة للأم أو المقدمين للرعاية. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

3.1 احمرار وتورم

من العلامات المبكرة لالتهاب السرة هو الاحمرار والتورم حول السرة. قد تظهر هذه العلامات في الأيام الأولى بعد الولادة، حيث يمكن أن يكون الجلد المحيط بمنطقة السرة ملتهبًا ومؤلمًا لللمس.

3.2 إفرازات من السرة

إفرازات صفراء أو خضراء قد تظهر من السرة في حالة التهابها. هذه الإفرازات قد تكون كثيفة أو مائية، وقد تترافق مع رائحة كريهة. تعد هذه الإفرازات مؤشرًا على وجود عدوى ويجب على الأم مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

3.3 ألم الطفل

قد يعبر الطفل عن الألم بسبب التهاب السرة بالبكاء المستمر أو عن طريق التفاعل عند لمس منطقة السرة. إذا كان الطفل يعاني من ألم مستمر أو غير مريح، فقد يكون ذلك علامة على وجود التهاب.

3.4 ارتفاع في درجة الحرارة

في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة نتيجة لالتهاب السرة. الحرارة المرتفعة قد تكون علامة على عدوى بكتيرية أو فيروسية تحتاج إلى علاج طبي.

4. تشخيص التهاب السرة عند حديثي الولادة

تشخيص التهاب السرة يعتمد في المقام الأول على الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب. من خلال فحص منطقة السرة بعناية، يمكن للطبيب أن يحدد ما إذا كانت هناك علامات التهاب أو عدوى. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات مخبرية مثل زراعة البكتيريا من الإفرازات لتحديد نوع الجرثومة المسببة للعدوى، وبالتالي اختيار العلاج الأنسب.

5. علاج التهاب سرة الطفل حديث الولادة

علاج التهاب السرة يعتمد على شدة الحالة ونوع العدوى التي يعاني منها الطفل. بشكل عام، يمكن تلخيص طرق العلاج المتبعة في ما يلي:

5.1 العناية المنزلية

• تنظيف المنطقة بشكل صحيح: يجب على الأمهات تنظيف سرة الطفل باستخدام ماء دافئ أو مطهرات مخصصة للأطفال. ينصح بتجنب استخدام الكحول أو المواد الكيميائية القوية التي قد تهيج الجلد.

• استخدام المضادات الحيوية الموضعية: في حالة الإصابة بعدوى بسيطة، قد يصف الطبيب مرهمًا مضادًا للبكتيريا يوضع على المنطقة المصابة.

• تجفيف المنطقة جيدًا: من المهم التأكد من تجفيف سرة الطفل تمامًا بعد تنظيفها. الرطوبة قد تساهم في نمو البكتيريا وتفاقم العدوى.

5.2 العلاج الطبي

إذا كانت العدوى شديدة أو كانت مصحوبة بمضاعفات أخرى مثل حمى أو انتفاخ مفرط، قد يحتاج الطفل إلى علاج طبي أكثر تقدمًا مثل:

• مضادات حيوية فموية: قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا فمويًا لعلاج العدوى إذا كانت أكثر تعقيدًا.

• المضادات الحيوية الوريدية: في الحالات الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى، قد يحتاج الطفل إلى أخذ المضادات الحيوية عبر الوريد.

5.3 جراحة في الحالات النادرة

في حالات نادرة جدًا، قد تتطلب حالة التهاب السرة تدخلًا جراحيًا لإزالة الأنسجة المصابة أو علاج مشاكل أخرى في الحبل السري.

6. الوقاية من التهاب السرة عند حديثي الولادة

إليك بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من التهاب السرة:

• العناية الجيدة بالنظافة: يجب تنظيف منطقة السرة بشكل دوري وبطريقة صحيحة باستخدام مستلزمات معقمة.

• مراقبة العلامات المبكرة: ينبغي على الوالدين متابعة أي تغيرات في لون السرة أو ظهور إفرازات أو احمرار.

• عدم ملامسة المنطقة بأي أدوات غير معقمة: تجنب ملامسة السرة بأيد غير نظيفة أو أدوات ملوثة.

• متابعة استشارات الطبيب: من الضروري متابعة الزيارات الدورية للطبيب لفحص حالة الطفل والاطمئنان على صحته بشكل عام.

7. متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن العديد من حالات التهاب السرة تكون غير خطيرة ويمكن علاجها في المنزل، إلا أنه في بعض الحالات يجب استشارة الطبيب على الفور:

• إذا كان هناك تورم أو احمرار شديد لا يخف مع العناية.

• إذا كانت هناك إفرازات صفراء أو خضراء مع رائحة كريهة.

• إذا ظهرت علامات أخرى مثل الحمى أو البكاء المستمر.

• إذا لاحظت الأم تغيرات غير طبيعية في لون السرة أو تزايد الأعراض مع مرور الوقت.

الخلاصة

التهاب سرة الطفل حديث الولادة يعد حالة شائعة يمكن تجنبها من خلال العناية الجيدة بالنظافة واستخدام تقنيات التعقيم المناسبة. عند اكتشاف الأعراض المبكرة والتعامل معها بشكل سريع، يمكن تجنب تفاقم المشكلة وتحقيق الشفاء التام للطفل.