طريقة عمل صبغة الشعر: دليل شامل ومفصل

تُعدّ صبغة الشعر واحدة من أكثر الوسائل شيوعاً لتغيير المظهر الخارجي وإضفاء لمسة من التجديد والجاذبية على الإطلالة. تتنوع أسباب صبغ الشعر بين الرغبة في تغطية الشيب أو التجديد والتغيير أو مواكبة الموضة. ومع التطور الكبير في مجال مستحضرات التجميل، أصبحت صبغات الشعر متوفرة بألوان وأنواع متعددة، تتناسب مع مختلف الأذواق والحاجات. يعتمد نجاح عملية صبغ الشعر على عدة عوامل، من بينها اختيار اللون المناسب، التحضير الجيد، وطريقة التطبيق الصحيحة، مما يتطلب معرفة تفصيلية بكافة الخطوات والعناصر المتداخلة في هذه العملية.

أنواع صبغات الشعر

يمكن تصنيف صبغات الشعر إلى عدة أنواع رئيسية، تختلف من حيث التركيبة الكيميائية ومدى دوام اللون:

1. الصبغة المؤقتة

تُستخدم لتغيير لون الشعر لفترة قصيرة، عادةً ما تزول بعد غسلة إلى ثلاث غسلات. لا تتغلغل في جذع الشعرة بل تلتصق بالسطح فقط. غالباً ما تُستخدم في المناسبات أو لتجربة لون جديد دون التزام طويل.

2. الصبغة شبه الدائمة

توفر تغطية تدوم من 6 إلى 12 غسلة، وتعتبر خياراً وسطياً بين المؤقتة والدائمة. لا تحتوي عادة على الأمونيا، ما يجعلها ألطف على الشعر، لكنها لا توفر تغطية كاملة للشيب.

3. الصبغة الدائمة

تُعدّ الخيار المثالي لمن يبحث عن لون طويل الأمد وتغطية كاملة للشيب. تحتوي على مواد مؤكسدة مثل بيروكسيد الهيدروجين وأحياناً الأمونيا، ما يسمح للون بالتغلغل عميقاً داخل الشعرة.

4. الصبغة الطبيعية

تعتمد على مكونات طبيعية مثل الحناء، الكركم، أو النيلة. تعدّ أقل ضرراً ولكن خيارات الألوان المتوفرة محدودة مقارنة بالصبغات الكيميائية.

مكونات صبغة الشعر

يتكون منتج الصبغة من تركيبة دقيقة من المكونات الكيميائية أو الطبيعية، وتلعب هذه المكونات دوراً أساسياً في تثبيت اللون وتغيير صبغة الشعر الطبيعية. المكونات الرئيسية تشمل:

• الأمونيا (Ammonia): تُستخدم لفتح قشرة الشعرة وتمكين دخول اللون إلى الطبقات الداخلية.

• بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide): يعمل على تفتيح اللون الطبيعي للشعر حتى يمكن للصبغة الجديدة أن تحل محله.

• المواد الملونة (Colorants): وهي الأصباغ الصناعية أو الطبيعية التي تمنح اللون النهائي.

• المواد المساعدة (Conditioners, Emulsifiers): تحمي الشعر وتُسهل توزيع الصبغة.

تحضيرات ما قبل الصبغة

التحضير المسبق يلعب دوراً حاسماً في نجاح عملية الصبغ وتقليل الأضرار التي قد تلحق بالشعر. يشمل التحضير الخطوات التالية:

اختبار الحساسية

قبل استخدام أي منتج صبغة، من الضروري إجراء اختبار حساسية الجلد لتفادي ردود الفعل التحسسية الخطيرة. يتم ذلك بوضع كمية صغيرة من المنتج خلف الأذن أو على الساعد لمدة 48 ساعة وملاحظة أي تهيج أو احمرار.

تجنب غسل الشعر

يُنصح بعدم غسل الشعر قبل يوم أو يومين من الصبغ، لأن الزيوت الطبيعية تساعد في حماية فروة الرأس من التهيج الناتج عن المواد الكيميائية.

تمشيط الشعر وتقسيمه

يجب تمشيط الشعر جيداً لفك التشابك وتقسيمه إلى أربعة أجزاء رئيسية باستخدام مشابك شعر لتسهيل عملية التوزيع المتساوي للصبغة.

ارتداء ملابس قديمة

يُفضل ارتداء ملابس لا تهمك كثيراً لأن الصبغة قد تترك بقعاً يصعب إزالتها.

الأدوات اللازمة لصبغ الشعر

لضمان دقة وسهولة تطبيق الصبغة، يجب تحضير الأدوات التالية:

خطوات تطبيق صبغة الشعر

1. تحضير الصبغة

يتم فتح عبوة الصبغة وخلط المحتويات في الوعاء البلاستيكي حسب التعليمات المكتوبة. يُراعى استخدام المكونات كاملة إذا كان الشعر طويلاً أو كثيفاً.

2. تقسيم الشعر

يُقسّم الشعر إلى أربعة أجزاء: الأمامي الأيمن، الأمامي الأيسر، الخلفي الأيمن، والخلفي الأيسر. يساعد هذا التقسيم على ضمان توزيع الصبغة بشكل متساوٍ.

3. تطبيق الصبغة

يتم البدء من الجذور باستخدام الفرشاة، ثم الانتقال تدريجياً نحو الأطراف. يُفضل البدء من الخلف ثم التوجه نحو المقدمة. يجب التأكد من تغطية كل خصلة بالصبغة.

4. ترك الصبغة على الشعر

تُترك الصبغة حسب المدة المحددة على عبوة المنتج، والتي تختلف حسب نوع الصبغة والنتيجة المرغوبة. عادةً ما تكون المدة من 30 إلى 45 دقيقة.

5. غسل الشعر

يُغسل الشعر جيداً بالماء الفاتر حتى يصبح الماء صافياً. يُستخدم الشامبو المرفق مع الصبغة إن وجد، ثم يُوضع البلسم لتغذية الشعر وتثبيت اللون.

العناية بالشعر بعد الصبغة

العناية بعد الصبغة ضرورية للحفاظ على صحة الشعر ولمعانه وثبات اللون لأطول فترة ممكنة. من أهم خطوات العناية:

استخدام منتجات مخصصة للشعر المصبوغ

يجب استخدام شامبو وبلسم خاليين من الكبريتات لحماية اللون من التلاشي السريع. كما يُفضل استعمال ماسكات مغذية مرة أسبوعياً.

تجنب الغسيل المتكرر

غسل الشعر يومياً يؤدي إلى زوال اللون بسرعة. يُنصح بغسل الشعر مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً فقط.

تجنب أدوات التصفيف الحرارية

المكواة والسيشوار تؤثر سلباً على الشعر المصبوغ. إذا لزم الأمر، يُفضل استخدام بخاخ حماية من الحرارة.

حماية الشعر من الشمس

الأشعة فوق البنفسجية تضعف الشعر وتتلف لونه. من الجيد ارتداء قبعة أو استخدام بخاخ يحتوي على واقي شمسي للشعر عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

المخاطر والاحتياطات

رغم أن صبغة الشعر تعزز من جمال الإطلالة، إلا أن استخدامها المتكرر أو غير المدروس قد يؤدي إلى عدة مشاكل صحية أو جمالية:

• جفاف الشعر وتقصفه: بسبب المواد الكيميائية القوية التي تفقد الشعر زيوته الطبيعية.

• تحسس الجلد وفروة الرأس: خصوصاً مع الصبغات الدائمة التي تحتوي على الأمونيا.

• تساقط الشعر: في حال سوء الاستخدام أو وجود مشاكل صحية كامنة.

• تلف دائم للشعر: مع التكرار بدون فترات راحة أو عناية مناسبة.

الجدول التالي يوضح الفروق بين أنواع صبغات الشعر:

خلاصة عامة

صبغ الشعر هو فن وعلم يتطلب معرفة دقيقة بأنواع الصبغات، مكوناتها، وطريقة استخدامها. النجاح في هذه العملية لا يعتمد فقط على اختيار اللون المناسب، بل أيضاً على اتباع خطوات دقيقة تبدأ من التحضير وحتى العناية بعد الصبغة. ولا يجب إغفال أهمية استخدام منتجات عالية الجودة واتباع تعليمات الشركات المصنعة بدقة. كما يُوصى بتقليل فترات تكرار الصبغة لمنح الشعر فرصة للتنفس والتجدد، مما يضمن الحفاظ على صحته وجماله على المدى الطويل.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association – Hair Dye Safety Guidelines

2. International Journal of Trichology – Hair Coloring Practices and Their Impact on Hair and Scalp Health