ديف أوبس

الفرق بين دوكر وكوبيرنيتيس

الفرق بين دوكر Docker وكوبيرنيتيس Kubernetes

في عالم الحوسبة السحابية وتكنولوجيا الحاويات، يعتبر كل من “دوكر” (Docker) و”كوبيرنيتيس” (Kubernetes) من الأدوات الأساسية التي تستخدم في تطوير وتشغيل التطبيقات الحديثة. على الرغم من أن كلاهما يتعلق بالحاويات، إلا أن هناك فروقاً كبيرة في دور كل منهما وفي كيفية استخدامهما في البيئات المختلفة.

1. مقدمة حول دوكر Docker

دوكر هو منصة حاويات مفتوحة المصدر، تهدف إلى تمكين المطورين من إنشاء، توزيع، وتشغيل التطبيقات بسهولة أكبر. في جوهره، يعتمد دوكر على مفهوم الحاويات، وهي بيئات خفيفة الوزن ومتحركة تحتوي على جميع الملفات والإعدادات اللازمة لتشغيل تطبيق معين. الهدف الرئيسي من دوكر هو تسهيل عملية النشر وتوفير بيئة متسقة عبر مختلف الأنظمة.

2. مقدمة حول كوبيرنيتيس Kubernetes

كوبيرنيتيس هو نظام مفتوح المصدر لإدارة وتشغيل الحاويات، تم تطويره من قبل شركة جوجل ويُستخدم بشكل رئيسي في بيئات الحوسبة السحابية لإدارة الحاويات على نطاق واسع. يتيح كوبيرنيتيس للمطورين ومديري الأنظمة تشغيل الحاويات على نطاق واسع عبر العديد من الأجهزة، بالإضافة إلى توفير أدوات لإدارة وتنسيق حاويات التطبيقات.

3. الوظيفة الرئيسية لدوكر Docker

يعمل دوكر على إنشاء حاويات تحتوي على تطبيقات وكل ما تحتاجه هذه التطبيقات للعمل بشكل مستقل عن البيئة الخارجية. يسمح دوكر للمطورين بحزم التطبيقات مع جميع مكوناتها مثل المكتبات والأنظمة التشغيلية في حاويات خفيفة الوزن، مما يسهل نقل هذه التطبيقات بين بيئات تطوير مختلفة (مثل: الحواسيب المحلية، الخوادم، أو السحابة). بشكل أساسي، دوكر يعالج قضايا متعلقة بالنقل بين بيئات التشغيل المختلفة، مما يقلل من التحديات المرتبطة بتباين الأنظمة.

4. الوظيفة الرئيسية لكوبيرنيتيس Kubernetes

كوبيرنيتيس، من ناحية أخرى، هو أداة لإدارة وتشغيل الحاويات على نطاق واسع. إذا كان دوكر يعنى بتشغيل الحاويات الفردية على جهاز واحد، فإن كوبيرنيتيس يدير هذه الحاويات عبر مجموعة من الأجهزة. يسمح كوبيرنيتيس للمستخدمين بتوزيع الحاويات عبر العديد من الخوادم، وإدارتها، وتوفير ميزات مثل التوسع التلقائي، التوازن بين الحمولات، واستعادة النظام في حالة حدوث فشل. كوبيرنيتيس يوفر طبقة أعلى من التنظيم والتنسيق لإدارة التطبيقات الموزعة.

5. الفرق في مستوى التشغيل

  • دوكر: يركز دوكر على تشغيل الحاويات الفردية على جهاز واحد. عندما يقوم المطور بإنشاء تطبيق باستخدام دوكر، فإنه يعمل على جهازه المحلي أو الخادم الذي يحتوي على بيئة دوكر.

  • كوبيرنيتيس: يركز كوبيرنيتيس على التنسيق بين العديد من الحاويات الموزعة عبر عدد كبير من الخوادم أو العقد. إذا كانت لديك تطبيقات متعددة تعتمد على العديد من الحاويات، فإن كوبيرنيتيس سيتولى إدارة توزيع هذه الحاويات بشكل فعّال.

6. التكامل بين دوكر وكوبيرنيتيس

على الرغم من أن دوكر وكوبيرنيتيس يعتبران تقنيتين مختلفتين، إلا أنهما يعملان معاً بشكل تكاملي. يمكن استخدام دوكر لإنشاء الحاويات، ومن ثم استخدام كوبيرنيتيس لإدارة هذه الحاويات على نطاق واسع. في الواقع، يدعم كوبيرنيتيس دوكر كأداة افتراضية لتشغيل الحاويات (رغم أنه يمكن استخدام تقنيات أخرى مثل containerd).

إذن، يمكننا أن نقول أن دوكر هو الأداة التي تنشئ الحاويات، بينما كوبيرنيتيس هو الأداة التي تدير الحاويات وتنسيقها.

7. إدارة الحاويات

  • دوكر: عند استخدام دوكر، يتم تشغيل الحاويات على جهاز واحد، مما يعني أن التركيز ينصب على كيفية تحسين أداء الحاوية في هذا السياق المحدود. دوكر يدير عملية بناء وتشغيل الحاويات، ولكنه لا يوفر أدوات إدارة متقدمة للحاويات عبر بيئات متعددة.

  • كوبيرنيتيس: كوبيرنيتيس يوفر أدوات متقدمة لإدارة الحاويات عبر بيئات متعددة. يمكن لكوبيرنيتيس أن يدير مئات أو حتى آلاف من الحاويات عبر مجموعة من الخوادم، ويوفر ميزات مثل:

    • التوسع التلقائي: إضافة أو إزالة حاويات بناءً على الحمولة.

    • التوزيع التلقائي: توزيع الحاويات على الخوادم لضمان عدم وجود حمل زائد على أي جهاز.

    • التوازن بين الحمولات: توزيع حركة المرور عبر الحاويات الموزعة بشكل متساوٍ لضمان استقرار النظام.

    • التعافي التلقائي من الأعطال: في حال فشل إحدى الحاويات أو الخوادم، يقوم كوبيرنيتيس بإعادة تشغيل الحاويات المتوقفة أو نقلها إلى خوادم أخرى.

8. التركيب والتوزيع

  • دوكر: تركيب دوكر على نظام محلي أو خادم يكون عادة عملية بسيطة وسريعة. يتطلب الأمر تثبيت محرك دوكر (Docker Engine) ثم استخدامه لإنشاء الحاويات.

  • كوبيرنيتيس: على الرغم من أن تركيب كوبيرنيتيس قد يكون معقداً بعض الشيء مقارنةً بدوكر، إلا أنه يوفر أدوات قوية لتوزيع الحاويات عبر بيئات كبيرة. يتطلب كوبيرنيتيس عادةً تثبيت وتكوين مجموعة من الأدوات مثل “kubelet” و”kubectl” و”etcd”، ويمكن تكامل كوبيرنيتيس مع العديد من السحب العامة مثل AWS أو Google Cloud.

9. استخدامات دوكر Docker وكوبيرنيتيس Kubernetes

  • دوكر: يعد الخيار الأمثل عند تطوير التطبيقات المحلية أو في بيئات اختبار صغيرة. إذا كنت بحاجة إلى حاوية واحدة أو مجموعة صغيرة من الحاويات التي تعمل على جهاز واحد، فإن دوكر هو الحل الأنسب.

  • كوبيرنيتيس: يعد الخيار المثالي للتطبيقات التي تتطلب نطاقاً كبيراً أو تشغيل الحاويات على العديد من الخوادم. إذا كنت بحاجة إلى إدارة مئات الحاويات عبر العديد من الخوادم أو كنت تعمل في بيئة سحابية مع احتياجات عالية من التوسع، فإن كوبيرنيتيس هو الحل المثالي.

10. الختام

في الختام، يمكن تلخيص الفرق بين دوكر وكوبيرنيتيس بأن دوكر هو الأداة الأساسية التي تتيح إنشاء وتشغيل الحاويات، بينما كوبيرنيتيس هو النظام الذي يدير هذه الحاويات على نطاق واسع. يتيح لك دوكر إدارة حاوياتك بشكل فردي، بينما يضمن كوبيرنيتيس أن هذه الحاويات تعمل بشكل سلس على العديد من الخوادم أو العقد. في العديد من بيئات التطوير الحديثة، يستخدم كل من دوكر وكوبيرنيتيس معاً لتوفير بيئة مرنة، وقابلة للتوسع، وموثوقة لتشغيل التطبيقات المعقدة على نطاق واسع.