علامات سرطان الفم وأسبابه

علامات سرطان الفم

سرطان الفم هو نوع من أنواع السرطان الذي يبدأ في التجويف الفمي أو أجزاء أخرى من الفم، مثل اللسان، الشفاه، الخدين، أو سقف الحلق. يصنف سرطان الفم ضمن أنواع السرطانات التي تندرج تحت مسمى “سرطان الرأس والعنق”. هذا النوع من السرطان يمكن أن يظهر بسبب عدة عوامل مثل التدخين، الكحول، التعرض لأشعة الشمس، والتاريخ العائلي للإصابة بالسرطان. في هذا المقال، سيتم مناقشة علامات سرطان الفم بالتفصيل، وكيفية التعرف عليها، وأسباب الإصابة به، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.

أعراض وعلامات سرطان الفم

من المهم أن نعلم أن سرطان الفم قد لا يظهر دائماً بنفس الطريقة في جميع المرضى. لكن هناك بعض العلامات العامة التي يمكن أن تكون مؤشراً على الإصابة بهذا النوع من السرطان. تختلف الأعراض حسب نوع السرطان وموقعه في الفم، وقد تكون الأعراض في مراحل مبكرة غير واضحة أو خفيفة للغاية. ومع ذلك، إذا تم تجاهل هذه الأعراض لفترة طويلة، فإنها قد تتفاقم وتسبب مشكلات صحية أكبر.

1. تقرحات أو تقرحات غير مفسرة

من أبرز العلامات المبكرة لسرطان الفم هي ظهور تقرحات أو تقرحات في الفم لا تلتئم بسهولة. إذا كانت هذه التقرحات تظل لفترة طويلة (أكثر من أسبوعين) دون أن تختفي، قد يكون ذلك علامة على وجود ورم خبيث. في بعض الأحيان، قد تكون هذه التقرحات مؤلمة أو لا تسبب أي ألم، مما يزيد من احتمالية تجاهلها. يظهر الورم عادة على اللسان أو داخل الخدين أو على اللثة.

2. التورم أو الكتل في الفم

يمكن أن يتسبب سرطان الفم في تكون كتل أو تورمات غير مفسرة في أي جزء من الفم. قد يكون هذا التورم مؤلماً في البداية أو قد يكون غير مؤلم في المراحل المبكرة. هذه التورمات قد تكون لينة أو صلبة حسب مرحلة السرطان. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر الشخص بشيء غريب أو جسدي داخل فمه، مما يتطلب فحصاً طبيًا.

3. التغيرات في اللون أو الملمس

يمكن أن يكون التغير في اللون أو الملمس في الفم دليلاً على وجود سرطان فموي. قد تتحول الأنسجة إلى اللون الأحمر أو الأبيض (والذي يعرف أيضًا بالبقع البيضاء أو “الليوكوبلاكيا”)، أو قد يكون هناك تلون بني أو أسود في بعض المناطق. في بعض الحالات، قد يبدو الجلد داخل الفم خشنًا أو متشققا، مما يشير إلى احتمال وجود سرطان.

4. صعوبة في البلع أو المضغ

الشعور بصعوبة أو ألم أثناء البلع أو المضغ يمكن أن يكون من الأعراض المبكرة التي تشير إلى سرطان الفم. قد يشعر المريض أن هناك شيئًا عالقًا في الحلق أو صعوبة في ابتلاع الطعام أو السوائل، وقد تتفاقم هذه الصعوبة مع تقدم المرض.

5. الألم المستمر في الفم أو الحلق

إذا كان الشخص يعاني من ألم مستمر في الفم أو الحلق دون سبب واضح، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود سرطان الفم. هذا الألم قد يكون غير مرتبط بأي التهاب معروف أو مشكلة صحية أخرى. إذا استمر الألم لفترة طويلة وبدون تحسن، يجب على الشخص التوجه إلى الطبيب المختص.

6. التهاب أو نزيف غير مفسر

إذا كانت هناك نزيف أو التهاب في الفم أو اللثة بشكل مستمر، فقد يشير ذلك إلى وجود ورم خبيث. قد ينزف الشخص أثناء الأكل أو الشرب أو حتى عند تنظيف الأسنان بالفرشاة. بعض الأشخاص يلاحظون وجود دم في اللعاب أيضًا، وهو أمر يتطلب فحصًا طبيًا عاجلاً.

7. رائحة الفم الكريهة المستمرة

رائحة الفم الكريهة (الهاليتوزيس) التي لا تختفي رغم استخدام منتجات التنظيف والعناية بالفم يمكن أن تكون علامة على وجود مرض خطير مثل سرطان الفم. قد تنتج الرائحة من التقرحات أو الأنسجة المتعفنة داخل الفم، التي قد تكون نتيجة لنمو ورم سرطاني.

8. تغيرات في الصوت أو الصوت المبحوح

إذا كان هناك تغيير مفاجئ في الصوت أو صوت مبحوح غير مفسر يستمر لفترة طويلة، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود السرطان في الحلق أو الجزء الخلفي من الفم. قد يلاحظ الشخص صعوبة في التحدث بوضوح أو تغير في نغمة الصوت.

9. خدر في الفم أو الشفاه

قد يعاني المصابون بسرطان الفم من شعور بالخدر أو التنميل في الفم أو الشفاه. يمكن أن يحدث هذا عندما ينمو الورم ويضغط على الأعصاب المحيطة، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس في مناطق معينة من الفم أو الوجه.

10. خسارة الوزن غير المبررة

في بعض الحالات المتقدمة من سرطان الفم، قد يعاني المريض من فقدان الوزن بشكل غير مفسر. يحدث هذا نتيجة لصعوبة في تناول الطعام أو بسبب تأثيرات السرطان على الجهاز الهضمي.

عوامل الخطر

على الرغم من أن سرطان الفم يمكن أن يصيب أي شخص، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. يشمل ذلك:

1. التدخين: يُعد التدخين من العوامل الرئيسية المسببة لسرطان الفم. التدخين سواء كان سجائر، غليون، أو السيجار يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة.

2. شرب الكحول: تناول الكحول بكميات كبيرة وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى تلف الأنسجة في الفم ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

3. التعرض لأشعة الشمس: التعرض المستمر والمفرط لأشعة الشمس قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الشفاه.

4. التاريخ العائلي: إذا كان هناك أفراد في العائلة مصابون بسرطان الفم أو غيره من أنواع السرطان، فقد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

5. التعرض للفيروسات: العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يمكن أن يكون عاملاً مساهماً في زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم.

6. النظام الغذائي: التغذية السيئة، خصوصاً نقص الفواكه والخضروات الطازجة، قد تساهم في زيادة المخاطر.

7. ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، سواء بسبب مرض مثل الإيدز أو بسبب العلاج الكيميائي، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم.

التشخيص والعلاج

تشخيص سرطان الفم يتطلب فحصًا دقيقًا من قبل الطبيب، وقد تشمل الاختبارات التالية:

1. الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الفم والشفتين واللسان واللثة، وكذلك الأنسجة الرخوة في الفم.

2. التصوير الطبي: يمكن استخدام الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن الورم في الفم أو حوله.

3. الخزعة: في حالة الاشتباه في وجود سرطان، يتم أخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت خبيثة أم لا.

أما بالنسبة للعلاج، فيختلف بناءً على مرحلة السرطان ونوعه. يمكن أن يشمل العلاج الجراحة لإزالة الورم، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو حتى العلاج المستهدف في بعض الحالات.

الوقاية

الوقاية من سرطان الفم تعتمد بشكل رئيسي على تجنب العوامل التي تزيد من المخاطر. وهذا يشمل:

1. التوقف عن التدخين: الإقلاع عن التدخين يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم.

2. تجنب الكحول: الحد من شرب الكحول، أو تجنبه تمامًا.

3. حماية الشفاه من الشمس: استخدام واقي شمس للشفاه يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الشفاه.

4. الاهتمام بالنظافة الفموية: الحفاظ على صحة الفم من خلال العناية بالأسنان والفم، بما في ذلك زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري.

سرطان الفم هو مرض خطير قد يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في مراحله المبكرة. لذلك، من الضروري مراقبة أي تغيرات في الفم أو الفم والشفاه وأخذها على محمل الجد.