يُعتبر كتاب “The Complete Phantom of the Opera” الذي ألّفته جين رايس بالتعاون مع كليف باردا من الأعمال الأدبية المميزة التي تسلط الضوء على الأسطورة الغامضة لشخصية “شبح الأوبرا”. هذا الكتاب هو بمثابة مرجع شامل ومفصل يعرض القصة الأسطورية التي تأخذ جذورها من الواقع التاريخي وتمتد لتشمل أعمالاً أدبية وفنية مختلفة، وصولاً إلى النسخة الموسيقية الشهيرة التي أبدعها أندرو لويد ويبر.
الأسطورة من الجذور إلى الإبداع الفني
يروي الكتاب كيف بدأت أسطورة “شبح الأوبرا” من وقائع تاريخية، إذ يُعتقد أن القصة استندت إلى شخصية حقيقية أو أحداث واقعية وقعت في دار أوبرا باريس في القرن التاسع عشر. من هنا، انطلقت الإبداعات الأدبية والفنية التي ساهمت في بلورة هذه القصة لتصبح واحدة من أشهر الروايات الغامضة في العالم.
في القسم الأول من الكتاب، يتم استعراض الرواية الأصلية “شبح الأوبرا” التي كتبها الكاتب الفرنسي غاستون ليرو في عام 1910. تعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الكلاسيكية التي تجمع بين عناصر الرومانسية والرعب والغموض. القصة تركز على شخصية الشبح الذي يعيش في دهاليز دار الأوبرا في باريس ويُرعب العاملين والمغنين، إلا أنه يقع في حب مغنية شابة وموهوبة تُدعى كريستين.
التناول الأدبي والفني
يعرض الكتاب تطور هذه الأسطورة من خلال الأعمال الأدبية والفنية التي تلت رواية ليرو. تم تحويل الرواية إلى عدة أفلام ومسلسلات تلفزيونية، فضلاً عن العديد من المسرحيات التي قدمت على مسارح عالمية. كل عمل من هذه الأعمال أضاف بُعداً جديداً إلى القصة، مما جعلها تتنوع وتتوسع مع مرور الزمن.
ومن أبرز هذه الأعمال هو التحول الموسيقي الذي قدمه أندرو لويد ويبر في مسرحيته الموسيقية الشهيرة “شبح الأوبرا” والتي عُرضت لأول مرة في عام 1986. هذا العمل الموسيقي حقق نجاحاً منقطع النظير، حيث تم عرضه في مسارح عديدة حول العالم، واستمر في جذب الجماهير لعقود.
التوثيق الفني والمرئي
ما يميز “The Complete Phantom of the Opera” هو التوثيق البصري الرائع الذي يقدمه. يحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية التي توثق تاريخ “شبح الأوبرا” عبر الزمن. الصور تشمل لقطات من العروض المسرحية، الملصقات الدعائية، الرسومات الفنية، بالإضافة إلى صور لأبرز الممثلين والمخرجين الذين ساهموا في إحياء هذا العمل على مر السنين.
الأثر الثقافي
من خلال صفحات هذا الكتاب، يتضح كيف أصبح “شبح الأوبرا” رمزاً ثقافياً تجاوز الحدود الجغرافية والزمنية. القصة لم تعد مجرد رواية أو عرض مسرحي، بل تحولت إلى جزء من الثقافة الشعبية العالمية، حيث تمثل موضوعاً دائماً للإبداع الفني والموسيقي.
الخلاصة
في النهاية، يُعد كتاب “The Complete Phantom of the Opera” مرجعاً لا غنى عنه لكل محبي “شبح الأوبرا” وعشاق الفنون المسرحية. الكتاب لا يكتفي بعرض القصة وحسب، بل يقدم تحليلاً عميقاً وتوثيقاً شاملاً لكل جوانب هذه الأسطورة التي أسرت قلوب الملايين حول العالم. إنه عمل يثري المعرفة ويمتع الخيال، ويستحق مكانه على رفوف أي مكتبة تهتم بالفنون والثقافة.