“استسلام للزواج: الأزواج والزوجات وعيوب أخرى” هو عنوان الكتاب الذي ألفته إيريس كراسناو، والذي يمثل دراسة معمقة حول تعقيدات الزواج المعاصر. تشتهر إيريس كراسناو بقدرتها على تناول المواضيع الاجتماعية بأسلوب يجمع بين العمق النفسي والواقعية الشديدة، وقد سبق لها أن كتبت “استسلام للأمومة”، الذي نال استحساناً كبيراً. في هذا الكتاب، تواصل رحلتها الاستقصائية في عوالم العلاقات الإنسانية، لكن هذه المرة من خلال الغوص في أعماق الزواج.
الكتاب، الذي نشرته دار نشر ميراماكس في مايو 2001، يقدم تحليلاً للمكونات الأساسية للزواج الناجح والجهد المطلوب لضمان استمرار العلاقة على المدى الطويل. هذا العمل ليس مجرد تجميع لقصص وتجارب شخصية، بل هو دراسة تحليلية تسعى لفهم الأسباب وراء استمرار بعض الزيجات وانهيار أخرى. تتطرق كراسناو إلى العديد من الجوانب مثل الحب، الصداقة، الجنس، الثقة، والصراعات، وكيف أن كل منها يلعب دوراً حيوياً في بناء أساس متين للزواج.
في “استسلام للزواج”، تسلط كراسناو الضوء على الحقيقة الغالباً ما تكون مؤلمة وهي أن الزواج يتطلب عملاً شاقاً ومستمراً. تناقش الكاتبة كيف أن الزواج ليس مجرد حدث سعيد ينتهي بيوم الزفاف، بل هو بداية مسيرة طويلة من التفاهم والتضحية والتعاون بين شريكين. يبرز الكتاب أهمية الاستسلام للعلاقة لا من منظور الهزيمة، بل من منظور القبول والعمل على تحسين الذات والعلاقة معاً.
كما تبحث كراسناو في الكتاب عن العوامل التي تساهم في استمرارية الزواج في وقتنا الحاضر، وهي فترة تشهد تحولات اجتماعية وثقافية كبيرة تؤثر على الأدوار التقليدية للزوجين وتحديات الحياة المشتركة. يتضمن الكتاب أيضاً تحليلات للدور الذي تلعبه الظروف الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية في شكل وطبيعة العلاقات الزوجية.
إيريس كراسناو، من خلال عملها هذا، لا تقدم وصفات جاهزة لزواج ناجح بل تشجع القراء على فهم أعمق لديناميكيات العلاقات الزوجية وتقدير الجهود اللازمة للحفاظ على هذه العلاقة. تتعمق في كيفية تأثير الفردية المتزايدة وتطلعات الحرية الشخصية في تشكيل توقعاتنا من الزواج وتحدياته.
بفضل النهج الشمولي والتحليلي الذي تتبعه كراسناو، يعتبر الكتاب مصدرًا ثريًا للأفراد والمعالجين على حد سواء، حيث يوفر أساساً متيناً لفهم أفضل لما يتطلبه الزواج الناجح من جهد وتفان. الكتاب مدعوم بالأبحاث والاستطلاعات التي تم تحليلها بعناية لإعطاء صورة كاملة عن الحالة الراهنة للزواج في العالم المعاصر، مما يجعله إضافة قيمة لأي مكتبة خاصة بالعلاقات الأسرية والزوجية.