أعراض الإسهال عند الأطفال

كيف تعرف أن طفلك مصاب بالإسهال: دليل شامل

الإسهال هو من أكثر الأمراض الشائعة بين الأطفال، وقد يسبب قلقاً شديداً للآباء والأمهات. يتراوح الإسهال من حالة بسيطة يمكن علاجها بسهولة إلى حالات أكثر خطورة قد تستدعي التدخل الطبي العاجل. لذلك، من المهم معرفة الأعراض والعلامات التي تشير إلى أن الطفل قد يكون مصابًا بالإسهال وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.

1. تعريف الإسهال وأسبابه

الإسهال هو حالة يحدث فيها زيادة في تكرار التبرز أو تغير في قوام البراز بحيث يصبح سائلاً أو مائيًا. تختلف أسباب الإسهال عند الأطفال بشكل كبير، وقد تشمل:

• العدوى الفيروسية: مثل الفيروسات المعوية (روتا فيروس) أو الأنفلونزا.

• العدوى البكتيرية: مثل الإشريكية القولونية أو السالمونيلا.

• الطعام الملوث: تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات.

• التغيرات الغذائية: تغيرات مفاجئة في النظام الغذائي، مثل إدخال أطعمة جديدة.

• الحساسية أو التسمم الغذائي: بعض الأطفال قد يعانون من الحساسية تجاه بعض الأطعمة.

• التوتر والقلق: بعض الأطفال قد يصابون بالإسهال بسبب عوامل نفسية مثل التوتر أو القلق.

2. الأعراض المصاحبة للإسهال

العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بالإسهال تكون واضحة في معظم الحالات. إذا لوحظت أي من هذه الأعراض على طفلك، فقد يكون مصابًا بالإسهال:

تغيرات في التبرز

• زيادة في عدد مرات التبرز: عادة ما يتبرز الأطفال من مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا في الحالات الطبيعية، ولكن عندما يتجاوز ذلك عدد التبرز بشكل ملحوظ، خاصة إذا أصبح أكثر من أربع إلى خمس مرات في اليوم، فهذا قد يكون إشارة على الإسهال.

• قوام البراز السائل: إذا كان براز الطفل مائيًا أو شبه مائي، فهذا يدل على حدوث الإسهال.

• وجود مخاط أو دم في البراز: إذا كان البراز يحتوي على مخاط أو دم، فقد يكون هذا مؤشرا على التهاب معوي أو عدوى بكتيرية ويستدعي استشارة الطبيب فورًا.

الأعراض المصاحبة الأخرى

• ألم البطن: يشكو العديد من الأطفال من ألم في البطن أو تقلصات مع الإسهال.

• الغثيان والقيء: قد يصاب الطفل بالغثيان أو القيء كأعراض مرافقة للإسهال، خاصة إذا كانت العدوى الفيروسية هي السبب.

• الحمى: بعض الأطفال قد يصابون بحمى خفيفة أو معتدلة مع الإسهال، وهو مؤشر على وجود عدوى.

• فقدان الشهية: قد يفقد الطفل الرغبة في تناول الطعام أو الشراب نتيجة للإسهال والأعراض المصاحبة له.

3. كيف يؤثر الإسهال على الطفل

الإسهال قد يؤثر على صحة الطفل بشكل كبير إذا استمر لفترة طويلة أو إذا كان مصحوبًا بالجفاف. يعد الجفاف من أخطر المضاعفات التي قد تنتج عن الإسهال، حيث يفقد الطفل كمية كبيرة من السوائل والأملاح المعدنية، مما يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.

تأثير الإسهال على مستويات السوائل والأملاح

• الجفاف: يسبب الإسهال فقداناً كبيراً للماء والأملاح من جسم الطفل، مما يؤدي إلى الجفاف. الأعراض المصاحبة للجفاف تشمل الفم الجاف، قلة التبول، الدوخة، والضعف العام.

• خلل في توازن الجسم: مع فقدان السوائل، قد يحدث اختلال في توازن الأملاح (مثل الصوديوم والبوتاسيوم)، وهو أمر قد يكون خطرًا في حالة الأطفال الرضع أو الأطفال الصغار.

تأثير الإسهال على الجهاز الهضمي

• التهاب الأمعاء: قد يؤدي الإسهال المستمر إلى تهيج الأمعاء والتهابها، مما قد يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بمشاكل هضمية أخرى.

• ضعف جهاز المناعة: يؤدي الإسهال المزمن إلى تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح، مما قد يضعف جهاز المناعة ويجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بعدوى أخرى.

4. كيفية مراقبة الإسهال في المنزل

من الضروري مراقبة الأعراض والعلامات بعناية للتأكد من ما إذا كان الإسهال يستدعي استشارة طبية أم لا. فيما يلي بعض النصائح لمراقبة حالة الطفل في المنزل:

1. مراقبة التبرز

راقب تكرار التبرز وقوامه. إذا لاحظت زيادة كبيرة في عدد مرات التبرز أو تحول البراز إلى سائل، فهذا يشير إلى الإسهال. سجل الأوقات والأنماط لمساعدتك في تقديم هذه المعلومات للطبيب إذا لزم الأمر.

2. مراقبة الأعراض الأخرى

راقب وجود أي من الأعراض المصاحبة مثل الغثيان، القيء، الحمى، أو ألم البطن. إذا كان الطفل يعاني من حمى شديدة أو ألم بطن مستمر، قد تحتاج إلى استشارة الطبيب.

3. مراقبة كمية السوائل

تأكد من أن الطفل يظل يشرب كميات كافية من السوائل. إذا كان الطفل يعاني من الإسهال، فإنه يحتاج إلى تعويض السوائل المفقودة بسرعة لتجنب الجفاف. تقديم المحاليل المعوضة للجفاف يمكن أن يكون مفيدًا في هذا السياق.

4. مراقبة وزن الطفل

إذا كان الطفل يعاني من الإسهال لفترة طويلة وكان يعاني من فقدان الوزن بشكل ملحوظ، فهذا قد يكون دليلاً على أن الجفاف يؤثر عليه بشكل خطير.

5. متى يجب استشارة الطبيب؟

في بعض الحالات، قد لا يكون الإسهال حالة بسيطة، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. من المهم أن تعرف متى يجب استشارة الطبيب. إليك بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا:

• إذا كان الطفل يعاني من جفاف شديد: علامات الجفاف تشمل قلة التبول، فم جاف، ضعف النشاط، دوخة، أو تهيج.

• إذا كان البراز يحتوي على دم أو صديد: وجود دم في البراز يشير إلى وجود التهاب معوي شديد أو عدوى بكتيرية.

• إذا استمر الإسهال لأكثر من 48 ساعة: يجب استشارة الطبيب إذا كان الإسهال مستمرًا أكثر من يومين.

• إذا كانت الحمى مرتفعة: في حال كانت الحمى تتجاوز 38.5 درجة مئوية ولم تنخفض باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة.

• إذا كانت الأعراض تزداد سوءًا: إذا لاحظت أن أعراض الإسهال تزداد سوءًا مع مرور الوقت أو إذا كان الطفل يبدو ضعيفًا أو غير قادر على تناول السوائل.

6. العلاج والوقاية من الإسهال

1. العلاج المنزلي

• إعادة التوازن المائي: يجب تعويض السوائل المفقودة عن طريق تقديم المحاليل المعوضة للجفاف أو ماء جوز الهند. في الحالات الخفيفة، يمكن استخدام محلول السكر والملح الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.

• تقديم غذاء سهل الهضم: يجب تقديم أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مثل الأرز، الموز، التفاح، والبطاطس المهروسة.

• تجنب بعض الأطعمة: تجنب تقديم الأطعمة الدهنية، الحارة، أو الحليب في حال كان الطفل يعاني من الإسهال الحاد.

2. الوقاية

• الاهتمام بالنظافة: غسل اليدين بانتظام، وخاصة بعد تغيير الحفاضات، وقبل تناول الطعام.

• تجنب الأطعمة الملوثة: تأكد من أن الطعام الذي يتناوله الطفل طازج ونظيف. اغسل الفواكه والخضروات جيدًا.

• التطعيمات: تطعيم الأطفال ضد الفيروسات المعوية مثل الروتا يمكن أن يساعد في الوقاية من بعض أنواع الإسهال الفيروسي.

الإسهال ليس حالة طبية نادرة، لكنه يجب أن يعامل بحذر، خصوصًا إذا صاحبته أعراض أخرى أو استمر لفترة طويلة. باتباع الإرشادات المناسبة، يمكنك مساعدته في الشفاء بسرعة وبشكل آمن.