شوقي إليكِ لا ينتهي

رسالة شوق إلى حبيبتي البعيدة

في هذه اللحظات التي يغمرني فيها الصمت، وتغزو أفكاري ذكرياتكِ التي لا تفارقني، لا أجد سبيلاً للتعبير عن الشوق الذي يتسرب إلى قلبي. البعد، رغم قسوته، يجعلني أكتشف أبعادًا جديدة في حبي لكِ، أبعادًا لم أكن لأكتشفها لولا تلك المسافات التي تفصل بيننا. ومن هنا، أكتب لكِ رسالتي هذه، وكأن كل حرف فيها هو جسرٍ يصلني إليكِ عبر بحر الزمان والمكان.

أنتِ في القلب، رغم البعد

إن المسافات التي تفصل بيننا لا يمكنها أن تكون حاجزًا بين أرواحنا. فكل لحظة دونكِ هي لحظة يتساقط فيها الوقت مني كسقفٍ ضاع بعض من خشبه. لكن حتى في غيابكِ، أشعر بحضوركِ في كل زاوية من حياتي، في كل خطوة أخطوها، وفي كل نفس أتنفسه. الشوق إليكِ ليس مجرد شعورٍ عابر، بل هو حالة متجددة تلازميني في كل لحظة.

أنتِ، يا من تملكين قلبي وعقلي، موجودة في كل تفصيل من تفاصيل حياتي. حتى الأشياء الصغيرة التي كنتِ تتحدثين عنها، باتت الآن تعني لي الكثير. تلك الكلمات التي كنتِ ترددينها عن الأمل والحب والمستقبل، أصبحت صدى لا ينقطع في أذني.

البعد أضاف للحب طعماً مختلفاً

قد يقول البعض إن البعد يُضعف الحب، لكنني أراه في حالتنا كما لو أنه أضاف طعمًا جديدًا لهذا الحب. طعماً من الصبر والانتظار، وطعماً من التقدير والاشتياق. عندما نلتقي بعد هذا البعد، سيكون كل شيء مختلفًا. سيكون اللقاء مليئًا بكل ما فاتنا من لحظات، وكل ما مررنا به من تحديات. سيكون طعمه أقوى من كل الأيام التي فصلتنا.

أنتِ الآن في كل مكان حولي. في خطواتي، في أشيائي المفضلة، في أحلامي. وحتى في الأوقات التي أشعر فيها بالوحدة، تظل صورتكِ أمام عينيَّ. يمكنني أن أشم رائحتكِ في الزهور التي أراها في كل مكان، وأسمع صوتكِ في هدوء الليل.

الذكريات… كنز لا يقدر بثمن

كل ذكرى بيننا هي كنزٌ ثمين. لم تكن مجرد لحظات عابرة، بل كانت خطوات نحو أعماق القلب. حينما أسترجع تلك الذكريات، أشعر كأنني أعيش اللحظة نفسها مجددًا. صوتكِ الذي كان يهمس لي في الأوقات الصعبة، وضحكتكِ التي كانت تعطي لحياتي معنى، وأيدينا التي كانت تتشابك وكأننا لا نفترق أبدًا، جميعها لحظات محفورة في الذاكرة لا تمحى.

تلك اللحظات التي قضيناها معًا، رغم قصرها، كانت أكثر من كافية لتعلمنا معنى الحب الحقيقي. كانت لحظاتٍ من الرغبة في الاحتفاظ بكل لحظة منها، لا نريد أن نغادرها أبدًا. أنتِ في كل زاوية من تلك الذكريات، وكل خطوة أخذناها معًا كانت تكشف لي جزءًا جديدًا من قلبكِ.

الشوق يكتب نفسه

كل يومٍ يمر وأنا بعيد عنكِ، يزداد الشوق في قلبي. لا أحتاج أن أكتب لكِ رسائل طويلة لتعرفي كم أنا متشوق إليكِ. فكل نبضة من نبضات قلبي، وكل لحظة من لحظات يومي، تكتب رسائل لا تنتهي. الشوق ليس مجرد كلمة أو شعور عابر، بل هو حالة مستمرة لا يعرف التوقف.

أنتِ الحلم الذي أعيش فيه، والحقيقة التي أتمسك بها بكل قوتي. الشوق إليكِ هو الضوء الذي ينير لي طريقي في الظلام. وفي كل مرة أتذكر فيها كيف كان حضوركِ يجعل كل شيء أفضل، أجد نفسي أتمنى أن تكوني هنا، أن تجلسي بجانبي، أن تهمسي في أذني بكلماتكِ التي تعيد لي الحياة.

الأمل في اللقاء

رغم كل المسافات، ورغم ما يمر من وقت، يبقى الأمل في لقائنا قريبًا. فكل لحظة بعيدة تزداد فيها قوة شوقي، وكل دقيقة تزداد فيها حلاوة انتظاركِ. ليس لدي ما يثبت لي أن الزمن سيمضي بسهولة، لكنني على يقين أن لقائنا قريب، وأن كل هذه اللحظات هي جزء من قصة جميلة لن تكتمل إلا بلقائنا المنتظر.

أنتِ في قلبي دائمًا، والوقت الذي نعيشه الآن ما هو إلا فاصل بين بداية جديدة ونهاية جميلة. سأظل هنا، في انتظار لحظة اللقاء التي ستجمعنا في مكان واحد، حيث لا مسافات، ولا غربة، ولا بعد. ستكون تلك اللحظة هي بداية فصل جديد من حياتنا، فصل يحمل في طياته كل الأمل الذي ننتظره معًا.

الكلمات لا تكفي…

قد تعجز الكلمات عن التعبير عما أشعر به تجاهكِ، لكنني أحاول بكل ما في وسعي أن أصف لكِ ما يختلج في قلبي. في كل مرة أكتب لكِ، أشعر بأن هناك دائمًا شيئًا ناقصًا. فالكلمات التي تنبض من القلب لا تفي حق المشاعر التي أحملها لكِ. وفي غيابكِ، تصبح هذه الكلمات هي الوسيلة الوحيدة التي تمكنني من التعبير عن شوقي وحبي إليكِ.

أنتِ لستِ مجرد شخص بعيد عني، بل جزء لا يتجزأ من حياتي. في غيابكِ، تصبح الحياة أكثر صمتًا، وأكثر بُعدًا. ومع كل لحظة تمضي، يزداد اشتياقي لكِ، وتكبر في نفسي صورة ذلك اللقاء الذي طال انتظاره.