“البقاء في عالم متغير” للكاتب حسني عايش هو عمل فلسفي مميز يتناول قاعدة الانطلاق والتقدم في العصر الحديث من وجهة نظره الخاصة. يركز الكتاب على ثلاثة مناهج أساسية تعتبر أساسية للبقاء والتطور في هذا العالم المتغير: المنهج العقلاني الذي يقوم على التفكير الناقد والإبداعي، وتفكير العلم الذي يشجع على استخدام العقل وتطويره، والمنهج الديمقراطي العلماني الذي يهتم بالقيم الإنسانية والاجتماعية دون تحيز ديني.
بالتأكيد، يشدد الكتاب على أهمية تبني هذه النهج في جميع جوانب الحياة، سواء في الأسرة، المدرسة، أو المجتمع بأسره. ومع ذلك، يُظهر الكتاب التحديات التي قد تواجه تطبيق هذه المناهج، مثل سيطرة البنية البطركية وانتشار الإرهاب الفكري والجسدي في بعض المجتمعات، بالإضافة إلى التمييز والانقسام السياسي اليومي.
ويُثير الكتاب تساؤلات مثيرة حول السبب في تقدم بعض البلدان وازدهارها رغم مواردها المحدودة، بينما تتراجع بلدان أخرى رغم وفرة مواردها وإمكانياتها البشرية، ويبحث في الأسباب الكامنة وراء هذه الظواهر.
باختصار، يعتبر “البقاء في عالم متغير” مساهمة فلسفية قيمة تحث على تبني المناهج الفكرية العقلانية والديمقراطية العلمانية كأساس لتقدم المجتمعات وازدهارها في هذا العالم المتغير، ويعكس بذلك رؤية الكاتب حسني عايش المتميزة والمتفائلة بمستقبل الإنسانية.