جهاز القاذف M1/M9 “Bazooka”، الذي يُعتبر أحد الأسلحة الرئيسية التي استخدمتها القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، يشكل قطعة أساسية في تاريخ الأسلحة البسيطة والمتوسطة. تم تطوير البازوكا لتوفير وسيلة فعالة للقضاء على المركبات المدرعة والهياكل البنية الدفاعية للعدو، مما جعلها لا غنى عنها في ساحة المعركة.
تاريخيًا، يعود تطوير البازوكا إلى الفترة الزمنية قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ العلماء في البحث عن طرق لتطوير أسلحة محمولة قادرة على مواجهة الدبابات العدو. وقد أسهم الدكتور كارل غستاف في التطوير الأولي للبازوكا، حيث قام بابتكار نظام قاذف صاروخي يعتمد على مبدأ إطلاق صاروخ مُحمل بالمتفجرات من أنبوب معدني، مما أدى إلى إنشاء النموذج الأولي لما سيصبح لاحقًا البازوكا.
بدأت الاختبارات الميدانية للبازوكا في عام 1942، وسرعان ما أظهرت فعاليتها ضد الدبابات والأهداف الأخرى. تم تحسين التصميم عدة مرات خلال الحرب لزيادة كفاءتها وسهولة استخدامها، وأدت هذه التحسينات إلى إصدار الطراز M1 والذي تم اعتماده رسميًا في عام 1942.
البازوكا M1 كانت تعمل بتوجيه يدوي وكانت تزن حوالي 12 رطلًا، وكانت قادرة على إطلاق صاروخ متفجر بقطر 2.36 بوصة (حوالي 60 مم). تم تحسين الطراز لاحقًا ليصبح M9، الذي كان يستخدم رأسًا أكبر وكان أكثر فعالية في مواجهة الدروع العدو.
من خلال تأثيرها الكبير على ساحة المعركة، أثبتت البازوكا جدارتها كأداة فعالة لتدمير المركبات المدرعة وتوجيه ضربات مباشرة للعدو. تركت بصمتها في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم استمرت في استخدامها بشكل محدود بعد الحرب، إذ أجريت تحسينات إضافية على تصميمها لتتكيف مع التطورات التكنولوجية المستمرة في مجال الأسلحة والتكتيكات العسكرية.
لمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على هذه المصادر: