أفضل مشروع في الأردن: دراسة معمقة حول أبرز الفرص الاستثمارية والتنموية

تُعد المملكة الأردنية الهاشمية من الدول التي تمتاز بموقع استراتيجي فريد، وبيئة تشريعية محفزة، وتنوع اقتصادي واعد، ما يجعلها أرضًا خصبة لعدد من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تُصنف ضمن الأفضل في المنطقة. مع التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، أصبح التركيز على المشاريع المستدامة التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو الشامل ضرورة ملحّة. في هذا السياق، يتصدّر مشروع “العقبة الاقتصادية الخاصة” كواحد من أفضل المشاريع في الأردن من حيث العائد الاقتصادي، وفرص العمل، والإسهام في تنويع مصادر الدخل الوطني. ورغم ذلك، فإن البيئة الأردنية مهيأة لاحتضان عدة مشاريع نوعية في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة العلاجية، والتعليم، والزراعة الذكية.

يتناول هذا المقال تحليلًا موسعًا للمشاريع الاستراتيجية في الأردن، مع التركيز على الأسباب التي تجعل من بعضها الأفضل من حيث العائد والتأثير الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، مدعومًا ببيانات وإحصاءات موثوقة.

أولًا: خلفية اقتصادية واستثمارية عن الأردن

يمتلك الأردن عددًا من المقومات التي جعلته مركز جذب استثماري في المنطقة رغم محدودية موارده الطبيعية، منها:

• الاستقرار السياسي والتشريعي: بيئة مستقرة نسبيًا في منطقة مضطربة.

• الاتفاقيات التجارية الدولية: انضمام الأردن لمنظمة التجارة العالمية، واتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، ودول عربية.

• العمالة المؤهلة: نسبة عالية من الشباب المتعلم والمهني.

• البيئة الرقمية المتنامية: نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بنسبة تقارب 12% سنويًا.

ثانيًا: مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة – نموذج المشروع الأفضل

تُعد منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة (ASEZA) من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في الأردن، وهي تمثل رؤية استراتيجية لتحويل مدينة العقبة إلى بوابة اقتصادية عالمية.

1. خلفية المشروع

أُنشئت المنطقة في عام 2001 بموجب قانون خاص يمنحها صلاحيات تنظيمية وتشريعية مستقلة. تهدف إلى تحويل العقبة إلى مركز اقتصادي ولوجستي وسياحي من الطراز الأول، عبر توفير بيئة جاذبة للاستثمار وخالية من العوائق البيروقراطية.

2. المزايا التنافسية للمشروع

• إعفاءات ضريبية وجمركية: تخفيض ضريبة الدخل على الشركات إلى 5%، وإعفاء من الرسوم الجمركية على السلع المستوردة.

• موقع استراتيجي: تطل العقبة على البحر الأحمر، وتُعد نقطة وصل بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

• بنية تحتية متطورة: تشمل ميناءً حديثًا، ومطارًا دوليًا، وشبكة طرق ممتازة.

3. الأثر الاقتصادي للمشروع

• ارتفاع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر: بلغت الاستثمارات المتراكمة أكثر من 20 مليار دولار حتى عام 2024.

• خلق فرص العمل: ساهم المشروع في توفير ما يزيد عن 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

• زيادة مساهمة العقبة في الناتج المحلي: ارتفعت مساهمتها من 3% في 2000 إلى 12% في 2023.

ثالثًا: مشاريع استراتيجية واعدة في الأردن

رغم تميّز منطقة العقبة، إلا أن الأردن يحتضن مجموعة من المشاريع الواعدة التي تتجه نحو الريادة على المدى المتوسط والطويل، وتشمل:

1. مشروع العطارات للطاقة

يُعد مشروع العطارات من أكبر الاستثمارات في مجال الطاقة في تاريخ الأردن. يُستخدم فيه الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء.

• كلفة المشروع: أكثر من 2.1 مليار دولار.

• الطاقة الإنتاجية: 470 ميغاواط.

• أثر المشروع: يسهم المشروع بتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة ويُتوقع أن يغطي 15% من احتياجات المملكة من الكهرباء.

2. مشروع واحة إربد للتكنولوجيا

يهدف المشروع إلى إنشاء مجمع تكنولوجي متكامل في شمال المملكة.

• الموقع: مدينة إربد.

• مجالات التركيز: الذكاء الاصطناعي، تطوير البرمجيات، خدمات الاتصالات.

• الشركاء: وزارة الاقتصاد الرقمي وشركات عالمية مثل “مايكروسوفت” و”إنتل”.

3. مشروع جرين فالي الزراعي – الزراعة الذكية

في ظل شح الموارد المائية، ظهرت مشاريع الزراعة الذكية كحل مستدام.

• التقنيات المستخدمة: الزراعة بدون تربة، نظم الري بالتنقيط، تحليل البيانات الزراعية.

• الأثر: تقليل استهلاك المياه بنسبة 70% وزيادة الإنتاجية بنسبة 40%.

رابعًا: السياحة العلاجية – استثمار صحي بامتياز

يُعد قطاع السياحة العلاجية أحد أعمدة الاقتصاد الأردني، حيث يستقبل الأردن سنويًا أكثر من 250 ألف مريض من الخارج، خاصة من دول الخليج وليبيا والسودان واليمن.

أبرز مزايا الاستثمار في السياحة العلاجية:

• كفاءة النظام الطبي الأردني: يمتلك الأردن مستشفيات مرموقة مثل مستشفى التخصصي، ومركز الحسين للسرطان.

• الكلفة التنافسية: تقل تكلفة العلاج بنسبة 25–40% مقارنة بدول الخليج وأوروبا.

• الموارد الطبيعية العلاجية: البحر الميت، وحمامات ماعين، وحمامات عفرا تعتبر مراكز استشفائية طبيعية.

المشروعات المرتبطة:

• مدينة السلط الطبية: مشروع ضخم يهدف لتوفير بنية تحتية متكاملة للسياحة العلاجية والتعليم الطبي.

• مشروع تطوير البحر الميت: تطوير منتجعات علاجية ومستشفيات متخصصة في الطب الطبيعي.

خامسًا: التحول الرقمي والمشاريع التكنولوجية

مع دخول الأردن مرحلة التحول الرقمي، ظهرت مشاريع واعدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتعليم الرقمي، ما يجعل من الاستثمار في التكنولوجيا مشروعًا استراتيجيًا من الطراز الرفيع.

أمثلة على المشاريع الرقمية:

سادسًا: المشاريع الصغيرة والمتوسطة – العمود الفقري للاقتصاد

تمثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أكثر من 90% من مؤسسات القطاع الخاص في الأردن. ويُعتبر دعم هذه المشاريع أحد أهم السبل لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

أبرز مبادرات دعم المشاريع الصغيرة:

• برنامج “تمكين” الوطني: تمويل المشاريع الصغيرة بفائدة منخفضة.

• الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية: تقديم الدعم الفني والتدريب.

• منصات رقمية مثل “بزنس جو” و”أرزاق”: لتسويق المنتجات اليدوية والمشاريع المنزلية.

سابعًا: تقييم المقومات التي تجعل المشروع الأفضل في الأردن

يتم تحديد أفضل مشروع في الأردن بناءً على عدة معايير:

ثامنًا: الخلاصة

يبرز مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة كأفضل مشروع في الأردن من حيث الشمولية والتأثير متعدد الأبعاد: اقتصاديًا، لوجستيًا، وسياحيًا. ورغم ذلك، فإن البيئة الاستثمارية الأردنية تزخر بمشاريع متميزة في قطاعات أخرى مثل الطاقة المتجددة، والسياحة العلاجية، والزراعة الذكية، والتحول الرقمي. هذه المشاريع لا تسهم فقط في تحقيق نمو اقتصادي، بل تُعد ركيزة من ركائز التنمية المستدامة التي يحتاجها الأردن لمواجهة التحديات المعاصرة.

المراجع:

1. هيئة الاستثمار الأردنية – التقرير السنوي 2023

2. البنك الدولي – قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية 2024