الإسهال عند الأطفال: الأسباب والعلاج

مشكلة الإسهال عند الأطفال: الأسباب، الأعراض والعلاج

تعد مشكلة الإسهال عند الأطفال من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤرق العديد من الأسر، كونها تؤثر على صحة الطفل وتسبب قلقًا كبيرًا لدى الوالدين. الإسهال قد يكون عارضًا عابرًا، لكن في بعض الحالات يمكن أن يصبح مشكلة طويلة الأمد تؤثر سلبًا على نمو الطفل وتطوره. لذلك، من الضروري التعرف على الأسباب المحتملة للإسهال، الأعراض المصاحبة له، الطرق العلاجية الفعالة، والوقاية منه.

تعريف الإسهال

الإسهال هو حالة طبية تحدث عندما يصبح براز الطفل سائلًا أو مائيًا ويحدث بشكل متكرر أكثر من المعتاد. وبشكل عام، يُعتبر الإسهال حالة صحية حين يكون تكرار التبرز أكثر من ثلاث مرات في اليوم، أو عندما يصبح البراز أكثر سائلًا من المعتاد.

أسباب الإسهال عند الأطفال

تتنوع أسباب الإسهال عند الأطفال بشكل كبير، وقد تشمل عوامل عدة تبدأ من العدوى الفيروسية أو البكتيرية وصولًا إلى أسباب غير معدية. فيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالإسهال عند الأطفال:

1. العدوى الفيروسية

• فيروس الروتا: يعد فيروس الروتا من أشهر الفيروسات التي تسبب الإسهال في الأطفال، ويعتبر من الأسباب الرئيسية للإسهال في الأطفال دون سن الخامسة. الفيروس ينتقل عن طريق الفم ويؤدي إلى إصابة الأمعاء بالأعراض الشديدة.

• فيروسات أخرى: مثل الفيروسات المعوية الأخرى التي تشمل الفيروسات العجلية والفيروسات النورو. هذه الفيروسات يمكن أن تسبب التهابًا في الجهاز الهضمي للأطفال.

2. العدوى البكتيرية

• بعض البكتيريا مثل السالمونيلا وإشريكية القولون (E. coli) يمكن أن تكون مسؤولة عن التسبب في الإسهال. تنتقل هذه البكتيريا عادة عبر الطعام أو الماء الملوث.

• البكتيريا المسببة للسموم: مثل كلوستريديوم، التي تنتج سمومًا تسبب تهيجًا للأمعاء.

3. العدوى الطفيلية

• الطفيليات مثل جيارديا لامبليا والأميبا قد تسبب أيضًا الإسهال، وخصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى الماء النظيف.

4. الحساسية الغذائية

• بعض الأطفال يعانون من حساسية تجاه أطعمة معينة، مثل الحليب أو البيض أو القمح، مما يؤدي إلى حدوث إسهال مزمن. قد يظهر الإسهال المصاحب للحساسية بعد تناول الأطعمة المسببة للحساسية.

5. أمراض الأمعاء الالتهابية

• بعض الأطفال يعانون من حالات صحية مزمنة مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، وهذه الأمراض قد تسبب إسهالًا مستمرًا بسبب الالتهاب الذي يحدث في الأمعاء.

6. التغيرات في النظام الغذائي

• التغيرات المفاجئة في النظام الغذائي للطفل، مثل إدخال الأطعمة الجديدة أو المكملات الغذائية، قد تؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال.

• الإفراط في تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف أو المشروبات الغازية يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإسهال.

7. التوتر النفسي والضغوطات

• الأطفال قد يعانون من مشاكل هضمية عند التعرض للتوتر النفسي أو تغيرات في الحياة مثل بدء المدرسة أو تغيرات في البيئة المحيطة.

أعراض الإسهال عند الأطفال

تختلف أعراض الإسهال عند الأطفال حسب السبب، لكن هناك بعض الأعراض المشتركة التي يمكن أن تظهر:

1. زيادة التبرز: حيث يصبح البراز سائلًا أو مائيًا ويحدث تكرار التبرز بشكل غير طبيعي.

2. آلام في البطن: يشتكي الأطفال في أغلب الأحيان من آلام وتقلصات في منطقة البطن.

3. الغثيان والقيء: قد يصاحب الإسهال غثيان شديد وفي بعض الحالات قيء.

4. الحمى: قد ترتفع درجة حرارة الطفل إذا كانت العدوى الفيروسية أو البكتيرية هي السبب.

5. الجفاف: وهو من أخطر الأعراض التي قد تحدث عند الأطفال بسبب الإسهال، حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح، مما قد يؤدي إلى أعراض الجفاف مثل الفم الجاف، قلة التبول، الدوخة، والخمول.

6. تغير في لون البراز: قد يظهر البراز بلون أخضر أو أصفر أو دموي في بعض الحالات، مما يدل على وجود عدوى أو التهاب.

علاج الإسهال عند الأطفال

يعتمد العلاج على السبب الأساسي للإسهال، وكذلك على شدة الحالة. إليك أهم الطرق العلاجية التي يتم اتباعها في معالجة الإسهال عند الأطفال:

1. تعويض السوائل والأملاح

• يُعتبر الجفاف من أخطر المضاعفات المرتبطة بالإسهال، لذلك يجب تعويض السوائل والأملاح المفقودة بشكل مستمر. يمكن استخدام محاليل الإماهة الفموية (ORS) لتعويض السوائل المفقودة.

• يُنصح بشرب السوائل الصافية مثل الماء، العصائر الطبيعية المخففة، والحساء. في حالات الجفاف الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى العلاج في المستشفى عبر الوريد.

2. الراحة الغذائية

• من المهم تجنب إطعام الطفل أطعمة تسبب تهيج المعدة مثل الأطعمة الدهنية والمقليات. يفضل إعطاء الطفل أطعمة خفيفة مثل الأرز المسلوق، البطاطا المسلوقة، الموز، والتفاح المهروس، والتي لا تسبب تهيجًا للأمعاء.

• في حالة الإسهال الناتج عن حساسية غذائية، يجب الامتناع عن تقديم الأطعمة المسببة للحساسية للطفل.

3. الأدوية

• في بعض الحالات قد يُوصي الطبيب بأدوية مضادة للبكتيريا إذا كان السبب هو العدوى البكتيرية. لكن في الحالات الفيروسية، غالبًا ما لا تكون الأدوية فعالة.

• بالنسبة للإسهال المصحوب بالغثيان والقيء، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للقيء أو أدوية تخفف من التقلصات المعوية.

4. الوقاية من العدوى

• غسل اليدين بانتظام: تعد النظافة الشخصية من أهم وسائل الوقاية من الأمراض المعدية. يجب تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام، خصوصًا بعد استخدام المرحاض أو تناول الطعام.

• التأكد من سلامة الغذاء والماء: تأكد من أن الطعام يتم تحضيره بشكل صحي وآمن، وتجنب تناول الأطعمة التي قد تكون ملوثة أو غير مطهية جيدًا.

• التطعيمات: تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي تسبب الإسهال مثل فيروس الروتا يعد من أفضل وسائل الوقاية.

الإسهال المزمن عند الأطفال

في بعض الحالات، قد يتحول الإسهال من حالة عابرة إلى حالة مزمنة. يُطلق على الإسهال المزمن عندما يستمر لمدة تزيد عن 4 أسابيع. قد يرتبط الإسهال المزمن بعدد من الحالات مثل:

• التهابات الأمعاء المزمنة مثل مرض كرون.

• الحساسيات الغذائية التي تتطلب تجنب الأطعمة المسببة.

• التغيرات المعوية بسبب خلل في البكتيريا الطبيعية في الأمعاء.

في هذه الحالات، يجب على الآباء استشارة الطبيب المتخصص لتشخيص السبب الدقيق ووضع خطة علاجية تتضمن الأدوية أو التعديلات الغذائية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

تعد زيارة الطبيب ضرورية إذا استمر الإسهال لأكثر من يومين أو إذا كان مصحوبًا بأعراض حادة مثل الحمى الشديدة أو ظهور دم في البراز. أيضًا، إذا كان الطفل يعاني من علامات الجفاف مثل انخفاض عدد مرات التبول، أو إذا كانت الحالة تؤثر على النشاط اليومي للطفل، ينبغي طلب المشورة الطبية فورًا.

الختام

تعد مشكلة الإسهال عند الأطفال من القضايا الصحية الشائعة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب. من خلال معرفة الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب، الأعراض المصاحبة له، والطرق العلاجية المتاحة، يمكن للآباء اتخاذ التدابير المناسبة للحد من تأثيراته وتحسين صحة الطفل بشكل عام.