“الأمة الوحشية: الأحادية الأمريكية وفشل النوايا الحسنة”، هو عنوان كتاب يُعتبر مؤلفه كلايد بريستويتز، الذي يقدم فيه رؤية نقدية لسياسة الخارجية الأمريكية وتأثيرها على العالم. يستعرض بريستويتز في كتابه هذا كيف أن القيم الديمقراطية الأمريكية كانت لفترة طويلة أمل العالم، ولكن حلفاؤنا يرون بشكل متزايد أننا نتخلى عن تلك القيم. وليس من الصعب فهم السبب في ذلك. ففي الأشهر التي تسبق هجمات 11 سبتمبر، انسحبت الولايات المتحدة من عدد من الاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقية كيوتو. وبعد الهجوم، رفضت الولايات المتحدة بشكل جماعي عروض حلف شمال الأطلسي للمساعدة في غزو أفغانستان، وأنهت بشكل أحادي اتفاقية الصواريخ الباليستية الاستراتيجية، وعارضت بشكل فعال إنشاء المحكمة الجنائية الدولية. ثم جاءت حرب العراق، التي بدأت على الرغم من رفض واضح من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتخويل الغزو. مهووسين بأمننا العسكري والاقتصادي الفوري، نعتبر الآن مؤسسات مثل حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة غير ذات أهمية. لقد تخلينا عن سياسة الصدد لصالح سياسة الهجمات الوقائية على التهديدات المحتملة. كلما زاد الوقت، نتصرف بمفردنا، دون مراعاة لاحتياجات وأهداف الدول الأخرى. “الأمة الوحشية” ليس حجة ضد الهيمنة الأمريكية أو ممارسة القوة الأمريكية. إنه حجة ضد الغباء والاستعلاء والجهل في ممارسة القوة. يستكشف بريستويتز الجذور التاريخية للدافع الأحادي ويظهر كيف يؤثر الآن في كل مجال هام للسياسة الخارجية الأمريكية. حتى الآن، عندما لم يكن الحاجة إلى العمل متعدد الأطراف قط أكبر، نستمر في التصرف على عكس القانون الدولي والعرف وأفضل مصالحنا الخاصة.
0
