“الآن تراها” للكاتبة ليندا هاورد، يأخذ القارئ في رحلة مثيرة مليئة بالغموض والرومانسية، حيث تتداخل خيوط الشغف والتوتر العالي الجهد لتصنع قصة تجذب القلوب وتشعل العواطف. تأتي رواية هاورد في سياقٍ مشوّقٍ يجمع بين الجاذبية السردية للعلاقات وبين الأحداث الملتهبة التي تصل إلى ذروتها في لحظات مثيرة للجدل.
بطلة القصة، باريس سويني، تجسد شخصية فنانة موهوبة تعيش في عالم فني مليء بالنجاحات والإنجازات. تتمتع باريس بمهارات فنية مذهلة في رسم المناظر الطبيعية والبورتريهات، وتشق طريقها نحو الشهرة والاعتراف في معرض فني راقي في مدينة نيويورك. تبدأ الأحداث في الانقلاب على حياتها الهادئة عندما تلاحظ تغيرات غريبة تحدث في محيطها، مثل تغيير إشارات المرور وازدهار نباتاتها في فصول غير مناسبة.
تتصاعد الأحداث بتزايد تدفق أحلامها النابضة بالحياة والتي تؤثر بشكل مباشر على أعمالها الفنية. وبشكل مفاجئ، تجد نفسها في لحظة من العاطفة المندفعة، تسقط باريس في غمار علاقة شغوفة مع رجل الأعمال الثري ريتشارد ورث، زوج صديقتها كاندرا. لكن الخطر الحقيقي يكمن في الرؤى الغريبة التي تنبعث من لوحاتها الفنية، حيث تجد نفسها ترسم صورة مرعبة لجريمة قتل.
من هنا تبدأ رحلة باريس في مواجهة التهمة المحتملة بارتكاب جريمة لم ترتكبها، مما يضعها في مواجهة خطر حقيقي لحياتها وحريتها. وبينما تتسارع الأحداث، تندمج العواطف بين الرغبة الشديدة في ريتشارد وبين الحاجة الماسة لكشف الحقيقة وراء الجريمة المروعة.
تجسد هذه الرواية جمالية اللغة وعمق الشخصيات بشكل مدهش، مع تمازج مثير بين جاذبية الرومانسية وتوترات الجريمة والغموض. بأسلوب سردي متقن، تأسر ليندا هاورد الخيال وتمس القلوب بطريقة لا مثيل لها، مما يجعل “الآن تراها” لحظة استثنائية في عالم الروايات الرومانسية والإثارة.