أنواع الأكياس على المبيض وعلاجها

أنواع الأكياس على المبيض: الأسباب، الأعراض، والعلاج

تعتبر الأكياس على المبيض من الحالات الشائعة التي تصيب النساء، وهي عبارة عن أكياس مملوءة بسائل تتشكل داخل أو على المبيض. على الرغم من أن العديد من الأكياس تكون غير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج، إلا أن هناك حالات تستدعي التدخل الطبي بسبب المضاعفات المحتملة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أنواع الأكياس على المبيض، أسبابها، الأعراض المصاحبة لها، وكيفية علاجها.

ما هي الأكياس على المبيض؟

المبيضان هما جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي المسؤول عن إنتاج البويضات (التي تُستخدم في الحمل) وإنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستيرون. عندما يتشكل كيس في المبيض، يُعرف هذا بالكيس المبيضي. قد يتراوح حجم الأكياس بين الصغير والكبير، وبعضها قد لا يسبب أي أعراض، بينما قد يكون بعضها الآخر مصدرًا للألم أو يسبب مضاعفات صحية.

أنواع الأكياس على المبيض

تختلف الأكياس المبيضية حسب النوع والمسبب. وفيما يلي الأنواع الأكثر شيوعًا:

1. الكيس الوظيفي (Functional cyst)

يعد الكيس الوظيفي هو الأكثر شيوعًا بين الأكياس المبيضية، وهو يحدث عندما لا يتمكن المبيض من إفراز بويضة ناضجة كما يجب. تنقسم الأكياس الوظيفية إلى نوعين رئيسيين:

• كيس الجراف (Follicular cyst):
  يحدث عندما لا يتمكن الجريب (الكيس الذي يحتوي على البويضة في المبيض) من الانفجار لتحرير البويضة. بدلاً من ذلك، يستمر الجريب في النمو مكونًا كيسًا مملوءًا بالسائل. يعتبر هذا النوع من الأكياس عادة غير ضار، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه خلال بضعة أسابيع أو أشهر.

• كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst):
  يتشكل هذا الكيس بعد أن تُفرج البويضة من الجريب أثناء الإباضة. بعد الإباضة، يتحول الجريب إلى “الجسم الأصفر”، الذي ينتج هرمون البروجستيرون لدعم الحمل في حالة حدوثه. في بعض الأحيان، قد يتشكل كيس في هذه المرحلة إذا استمر الجسم الأصفر في إنتاج السائل داخل الكيس. عادةً ما يختفي هذا الكيس من تلقاء نفسه، لكنه قد يسبب بعض الأعراض في بعض الحالات.

2. الكيسات المبيضية المعقدة (Complex cysts)

تتكون هذه الأكياس من نوعين من الأنسجة أو أكثر، وقد تحتوي على سائل أو أنسجة صلبة. يمكن أن تحتوي هذه الأكياس على خلايا دهنية أو مواد مشابهة للدم، وقد تكون كبيرة الحجم. تعتبر الأكياس المعقدة أكثر تعقيدًا من الأكياس الوظيفية، وتحتاج إلى متابعة دقيقة من قبل الطبيب لأنها قد تكون مرتبطة بأورام أو مشاكل صحية أخرى.

3. أكياس الشوكولاتة (Endometriomas)

تعد أكياس الشوكولاتة نوعًا من الأكياس التي تحدث عندما ينمو نسيج بطانة الرحم (الذي عادة ما ينمو داخل الرحم) في مكان آخر خارج الرحم، مثل المبيض. وتسمى هذه الحالة “الانتباذ البطاني الرحمي”، وهو من الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى عقم في بعض الحالات. تحتوي هذه الأكياس على سائل بني داكن يشبه الشوكولاتة، وهو ناتج عن الحيض القديم داخل الكيس.

4. الأكياس المبيضية المسالك الوعائية (Dermoid cysts)

تتكون الأكياس المسالك الوعائية من أنسجة غير طبيعية قد تحتوي على خلايا جلدية، شعر، أسنان، أو حتى أنسجة عصبية. عادة ما تكون أكياس غير ضارة، ولكنها قد تكون كبيرة في بعض الحالات وقد تتطلب تدخلًا جراحيًا لإزالتها.

5. الأكياس المبيضية السرطانية (Ovarian cancer cysts)

هذه الأكياس نادرة ولكنها أكثر خطورة، حيث تحتوي على خلايا سرطانية. في الغالب، لا تظهر الأعراض حتى في المراحل المتقدمة من السرطان. تعتبر الأكياس السرطانية من أكثر أنواع الأكياس التي تستدعي استشارة طبية فورية نظرًا لارتباطها بالسرطان. قد تحتاج الأكياس السرطانية إلى استئصال جراحي وعلاج إضافي مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

6. أكياس الغدد الجريبية (Paraovarian cysts)

تتشكل هذه الأكياس في الأنسجة الموجودة بالقرب من المبيض أو في الأنبوب الذي ينقل البويضة إلى الرحم. تعتبر هذه الأكياس غير شائعة، لكنها قد تسبب ألمًا شديدًا إذا تمزق الكيس أو إذا نمت بشكل كبير.

7. الأكياس بسبب التواء المبيض (Torsion cysts)

التواء المبيض هو حالة تحدث عندما يلتوي المبيض حول نفسه، مما يتسبب في نقص التروية الدموية إلى المبيض. يمكن أن يؤدي التواء المبيض إلى تكوّن أكياس، بالإضافة إلى ألم شديد وقد يتطلب علاجًا جراحيًا.

أسباب تكوّن الأكياس على المبيض

تتعدد أسباب تكوّن الأكياس المبيضية، وتختلف من حالة إلى أخرى. من أبرز الأسباب:

• اختلالات هرمونية: قد يحدث خلل في مستويات الهرمونات، مما يسبب تكوّن الأكياس، مثلما يحدث في حالات اضطراب الدورة الشهرية أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

• الإباضة غير الطبيعية: عندما لا تنكسر الجريبات التي تحتوي على البويضة في الوقت المناسب، تتراكم السوائل داخل الجريب وتتشكل الأكياس.

• الانتباذ البطاني الرحمي: وهو اضطراب ينمو فيه نسيج الرحم خارج الرحم، مما قد يؤدي إلى تكوّن الأكياس.

• العدوى أو التهابات في الأعضاء التناسلية: قد تؤدي الالتهابات في الأعضاء التناسلية إلى تكوّن الأكياس في المبيض.

• الحمل: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تتشكل أكياس الحمل إذا تم امتصاص الكيس الحامل للبويضة غير المخصبة بعد الإباضة.

• الوراثة: في بعض الحالات، قد تؤدي العوامل الوراثية إلى وجود ميل لتكوّن الأكياس.

الأعراض المرتبطة بالأكياس على المبيض

لا تسبب الأكياس غالبًا أعراضًا ملحوظة، خاصة إذا كانت صغيرة أو إذا كانت في مرحلة مبكرة. لكن في الحالات التي تكون فيها الأكياس كبيرة أو معقدة، قد تظهر بعض الأعراض التالية:

• الألم في منطقة الحوض: يكون الألم عادة في أسفل البطن أو في أسفل الظهر، وقد يزداد حدة أثناء ممارسة الأنشطة اليومية أو أثناء الجماع.

• الاضطرابات في الدورة الشهرية: قد تسبب الأكياس تغييرات في الدورة الشهرية، مثل زيادة أو نقصان في كمية الحيض أو تأخر في الدورة الشهرية.

• الشعور بالامتلاء أو الثقل في البطن: قد يشعر الشخص بانتفاخ أو امتلاء في البطن بسبب الكيس.

• التبول المتكرر أو صعوبة في التبول: في بعض الحالات الكبيرة، قد تضغط الأكياس على المثانة.

• الغثيان أو القيء: قد يحدث نتيجة التواء الكيس أو تمزقه.

كيفية علاج الأكياس على المبيض

غالبًا ما لا تتطلب الأكياس المبيضية العلاج إذا كانت صغيرة الحجم ولا تسبب أي أعراض. في حالة الأكياس الكبيرة أو المعقدة أو التي تسبب أعراضًا مزعجة، قد يشمل العلاج الخيارات التالية:

1. المراقبة والملاحظة

في العديد من الحالات، لا تحتاج الأكياس إلى علاج فوري. قد يوصي الطبيب بمراقبة الكيس عن كثب باستخدام الموجات فوق الصوتية لمتابعة حجمه وتغيراته.

2. الأدوية

في بعض الحالات، قد يُستخدم العلاج الهرموني لمنع تكوّن الأكياس في المستقبل. تتضمن هذه العلاجات حبوب منع الحمل التي تساعد في تنظيم الهرمونات ومنع تكوّن الأكياس.

3. الجراحة

إذا كان الكيس كبيرًا أو معقدًا أو يسبب أعراضًا مزعجة، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالته. في بعض الحالات، قد يتم استئصال المبيض إذا كان الكيس كبيرًا جدًا أو إذا كانت هناك مخاوف من احتمال الإصابة بالسرطان.

4. العلاج الكيميائي أو الإشعاعي

في حالات الأكياس السرطانية، قد يتطلب الأمر العلاج الكيميائي أو الإشعاعي بعد إجراء الجراحة لاستئصال الكيس.

خاتمة

الأكياس على المبيض هي حالة شائعة تصيب العديد من النساء، وتتنوع بين الأنواع الحميدة والمعقدة التي قد تتطلب علاجًا. يجب على النساء الذين يعانون من أعراض مثل ألم الحوض المستمر أو اضطرابات الدورة الشهرية استشارة الطبيب