في أعماق السماء اللامتناهية، حيث يلتقي الليل بالنجوم وينساب الفضاء بأسراره، نجد نجمًا ساطعًا يُعرف بإسم TOI-500. يقع هذا النجم على بُعد يبلغ 155 سنة ضوئية عنا، ويتألق بسطوع يصل إلى 10.54 درجة حسب مقياس السطوع النجمي.
تكتنز هذا النظام الفلكي بكوكب يحمل معه سرًا فلكيًا مثيرًا، إذ يُعرف هذا الكوكب بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، ما يعني أنه يشترك في الكثير من الخصائص مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. لقد تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2022، إضافة ممتازة إلى كتاب الفضاء والكواكب.
لنلقي نظرة أعمق على هذا الكوكب، فإنه يتمتع بكتلة تعادل 15.05 ضعف كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذو كتلة هائلة تثير الدهشة. وبالنسبة إلى قطره، يعادل 0.356 قطرًا مقارنًا بكوكب المشتري في نظامنا الشمسي، ما يمنحه هيئة مميزة وفريدة تتسم بالضخامة.
ما يثير الدهشة أيضًا هو أننا لا نمتلك حتى الآن معلومات كاملة حول المسافة التي يتبعها هذا الكوكب حول نجمه الأم، حيث يظل النصف الكبير من مداره الزمني مجهولًا بعد. إلا أننا نعلم أن فترة دورانه حول النجم تستغرق حوالي 0.16783026 عام، وأن ارتفاع تمدده المداري يصل إلى 0.07.
تم اكتشاف هذا الكوكب البديع باستخدام طريقة الكشف عن السرعة الراديالية، حيث يتم قياس التأثير الكوكبي على حركة نجمه الأم من خلال الاضطرابات التي يسببها في خطوط طيف النجم. إن هذه الأسلوبية المعقدة والمتقدمة تمكّن العلماء من اكتشاف الكواكب البعيدة بدقة فائقة.
في ختام هذه الغمرة الفلكية، يظهر TOI-500 e كنافذة ترصد لنا أسرار الفضاء اللامتناهي، مذهلًا بجماله وغموضه الذي يلفه ببريق الألغاز الكونية، مما يثري رصيد المعرفة البشرية في رحلتها اللامتناهية نحو فهم أعماق الكون.