في إحدى الأركان البعيدة للمجرة، تتلألأ نجمة صغيرة بشكل خافت، وفي هذا السياق الساحر تظهر أمامنا كوكبٌ غامض يحمل اسم HATS-64 b. يتوسط الفضاء اللامتناهي على بعد يناهز 3523 سنة ضوئية عن الأرض، يكمن هذا العملاق الغازي في ذروة انتظارنا، يعكس جماله الخالد في عتمة الفضاء.
إن HATS-64 b هو عملاق غازي ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة المشابهة للمشتري، ويرتبط بنجمه الأم بشكل وثيق كجزء لا يتجزأ من هذا النظام الفلكي البعيد. تتلألأ النجمة الأم ببريق متواضع يقدر بنحو 13.045 من درجة السطوع الظاهرة، مما يضفي على السماء هذا اللمعان الهادئ والغامض.
تم اكتشاف هذا العالم السماوي المذهل في عام 2018، عندما ألقى المحققون نظرة مستفيضة في أعماق الفضاء باستخدام طريقة الكشف عبر العبور، حيث تلاحظ تغييرات طفيفة في سطوع النجمة عندما يعبر الكوكب أمامها.
أحد الجوانب الرائعة لهذا الكوكب العملاق هو أن كتلته تعادل حوالي 96% من كتلة المشتري، وهو العملاق الغازي المعروف لدينا في النظام الشمسي. يتسم HATS-64 b بشكل فريد بنسبة نصف قطره إلى نصف قطر المشتري، حيث يبلغ هذا النسبة 1.679. هذا يضيف له هيكلًا مميزًا يبرز جاذبيته الفريدة في عالم الكواكب الخارجية.
تتحرك HATS-64 b في مداره حول نجمه بمسافة تقدر بحوالي 0.06562 وحدة فلكية، وتستغرق الكوكب حوالي 0.013415469 سنة لاستكمال دورته الفلكية الواحدة. إضافة إلى ذلك، يظهر الكوكب بعض الخصائص الفريدة في مداره، حيث يتميز بامتداد إهليلجي يبلغ حوالي 0.15، مما يجعل حركته حول نجمه ذا طابعٍ مثير ومختلف.
إن اكتشاف هذا الكوكب البعيد لا يمثل فقط إضافة إلى معرفتنا بالكواكب خارج نظامنا الشمسي، بل يفتح أيضًا نافذة على الألغاز الكونية والظواهر الفلكية المذهلة التي تحيط بنظم النجوم البعيدة. إن HATS-64 b يعكس جمال الكواكب البعيدة وغامضة، ويشد الانتباه إلى أعماق الكون وتعقيداته اللامتناهية.