عندما نتجول في أعماق السماء، نجد أنظمة فلكية تثير فضولنا وتمنحنا نافذة إلى أسرار الكون اللامتناهي. واحدة من هذه الأنظمة هي GJ 357، حيث يبرز كوكب GJ 357 d كوجهة مثيرة للاهتمام في هذا السياق الفلكي الساحر.
تم اكتشاف كوكب GJ 357 d في عام 2019، ويتمتع بموقع فلكي يبلغ حوالي 31 سنة ضوئية عن الأرض. يعتبر GJ 357 نجمًا براقًا بلمعانه الذي يصل إلى 10.91 درجة. وعلى الرغم من بعده الكبير، يستحق النظر في تلك الكواكب الصغيرة التي تدور حوله.
GJ 357 d يتبع نمطًا يشبه كواكب المشتري ونبتون، حيث يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”. وبمعنى آخر، يظهر الكوكب بشكل مشابه لنبتون، الكوكب الزرقاء الغامض الذي يحمل في طياته ألغازًا كونية.
وفيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتمتع GJ 357 d بكتلة تعادل 6.1 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يبرز بين الكواكب المكتشفة. يعادل نصف قطره 0.209 من نصف قطر المشتري، مما يشير إلى حجمه النسبي الصغير بالمقارنة مع العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي.
على صعيد المدار، يتجاوز GJ 357 d بسرعة في مداره حول نجمه الأم GJ 357، حيث يصل نصف قطر المدار إلى 0.204 وفترة الدوران حوالي 0.15249829 سنة. ورغم أن الكوكب يظهر بتمركز دوراني ثابت مع عدم وجود انحراف كبير في مساره، إلا أنه يتسم بصفات فلكية تجعله يختلف عن باقي العوالم.
يعد اكتشاف كوكب GJ 357 d نتاجاً لجهود طرق الكشف عن الكواكب الأخرى، حيث تم استخدام تقنية السرعة الشعاعية لرصد أثر تأثير الجاذبية الكوكبية على حركة نجمه الأم. هذه الطريقة المعقدة والدقيقة تتطلب تكنولوجيا متطورة لاكتشاف الاضطرابات الدقيقة في حركة النجم.
في الختام، يظهر GJ 357 d ككوكب مثير للاهتمام في عالم الكواكب الخارجية، حيث تتنوع خصائصه وظروفه الفلكية عن تلك التي نعرفها في نظامنا الشمسي. تلك العوالم البعيدة تعزز تساؤلاتنا حول مدى انتشار الحياة في الكون وتفاوت تكوين العوالم الفلكية.