في سماء اللانهاية تتلألأ النجوم، وفي هذا البحر الفضائي يكمن الكواكب التي تروي قصصًا علمية مثيرة. إن واحدة من هذه الكواكب المثيرة تعرف باسم “كيبلر-252 ب”. تم اكتشاف هذا العالم السماوي الرائع في عام 2014، حيث كشفت العلوم الفلكية الحديثة عن هذا الكوكب البعيد الذي يقع على بعد حوالي 1238 سنة ضوئية من الأرض.
“كيبلر-252 ب” هو كوكب من فئة الأرض الفائقة، حيث يتميز بخصائص فريدة تضيف له سحرًا خاصًا في عالم الكواكب. يبلغ سطوع النجم الذي يحيط به هذا الكوكب حوالي 15.406 درجة، مما يجعله يتلألأ في سماء الليل كنقطة لامعة في هذا السماء الفلكية اللامتناهية.
وما يميز “كيبلر-252 ب” أكثر هو أنه يتمتع بكتلة تعادل ضعف كتلة الأرض، حيث يكمن سر جاذبيته وكثافته الفريدة. فهو يعد “كوكبًا فائق الأرض” يشير إلى أن كتلته تفوق بشكل ملحوظ كتلة كوكبنا الأزرق.
وعند النظر إلى الأبعاد الفيزيائية لهذا العالم الفضائي، نجد أن نصف قطره يتجاوز نصف قطر الأرض بنسبة 1.23 مرة، مما يجلب له طابعًا فريدًا في العالم الكوني. يعتبر هذا الاختلاف في الأحجام مؤشرًا على التنوع الرائع الذي يمكن أن يتحقق في هياكل الكواكب.
تدور “كيبلر-252 ب” حول نجمه الأم بمدار يبلغ نصف قطره حوالي 0.058 وحدة فلكية، ما يعني أن هذا الكوكب ينقلب حول نجمه الأم في مدة قصيرة نسبيًا. فترة دورانه الشمسي تقارب 0.0183436 عام، مما يجعله يعيش في عالم من التسارع الفلكي والديناميات الكونية.
رغم التسارع الكوني، يظهر أن “كيبلر-252 ب” يحمل بصمة من التناغم، حيث يبلغ تمام التدوير الذي يظهره حول نجمه الأم صفرًا، مما يعني أن مداره حول النجم يكون دائمًا دائريًا بدرجة كبيرة من الكمال.
تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الفريد باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم مما يؤدي إلى تغير طفيف في سطوع النجم، وهو ما استخدمته الأدوات الفلكية المتقدمة لاكتشاف وجود “كيبلر-252 ب”.
هذا الاكتشاف الرائع يلقي الضوء على عالم الكواكب والأجرام السماوية، ويسلط الضوء على التعقيدات الفيزيائية المثيرة والتي تميز هذا العالم الفضائي البعيد. إن “كيبلر-252 ب” ليس مجرد كوكب بل عالم يثير الفضول والتساؤلات حول الأسرار الكونية التي لا تزال تنتظر لتكشف.