في أعماق السماء وعلى بُعد ضخامي يقدر بـ 915 سنة ضوئية، تتراقص كوكبٌ جديد يُدعى NGTS-4 b بألوانه الفاتحة وأسراره الفلكية المثيرة. يتميز هذا العالم السماوي بتألق فلكي يبلغ 13.138 درجة، حيث يسطع في سماء الكون كنجم ضعيف يكشف عن نفسه للعلماء الذين يستمرون في استكشاف أغوار الفضاء.
NGTS-4 b يُعتبر واحدًا من الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتمتع بخصائص ملفتة للنظر. كانت لحظة اكتشافه تاريخية في عام 2019، حيث أضاء على أفق المعرفة الفلكية بنجاح. يكمن جاذب هذا العالم البعيد في تفاصيله الفريدة والمثيرة التي تعكس جمال وتعقيد الكواكب الغامضة في هذا الكون الواسع.
وحين نلقي نظرة على السمات الفيزيائية لـ NGTS-4 b، نجده يحمل ثقلًا يعادل 20.6 ضعف كتلة الأرض، مما يجعله من العمالقة في عالم الكواكب. يبرز حجمه الضخم بنسبة 0.284 من حجم المشتري، العملاق الغازي البارز في مجموعتنا الشمسية.
على صعيد المدار، يتميز NGTS-4 b بمسافة دوران تبلغ 0.019 وحدة فلكية وفترة دوران تقدر بـ 0.003559206 سنة. تتميز مداريته بالاستقرار، حيث تكمن سرعة دورانه في إبقائه في رقصة هادئة حول نجمه. وبالرغم من أنه يتبنى مدارًا قريبًا من خافتنا الشمسية، إلا أنه يظل يحتفظ بسره بفضل نسبة التباعد المناسبة والتي تجنبت أية توترات غير مرغوب فيها.
وما يميز اكتشاف NGTS-4 b أكثر هو أسلوب الكشف الذي اعتمد عليه العلماء، حيث تم استخدام طريقة العبور (Transit) للكشف عن وجود هذا العالم البعيد. هذه الطريقة الدقيقة تعتمد على رصد تغيّر في سطوع النجم المضيف عندما يمر الكوكب أمامه، مما يكشف عن بصمة فلكية لا تُضاهى.
هكذا، يظهر NGTS-4 b كلوحة فنية في عالم الفضاء، تجمع بين جمال الألوان الفاتحة وغموض الأرقام والتفاصيل الكونية. إنه كوكب يجسد الروعة والغموض الذي يحيط بنا في هذا الكون اللامتناهي، مستعرضًا جمال الفضاء وتعقيداته بأسلوب مثير وملفت للاهتمام.