في سماء الليل المظلمة، يتلألأ كوكب جديد اكتشف حديثًا يحمل اسم KMT-2021-BLG-1554Lb، والذي يقع على بُعد غير مألوف يبلغ حوالي 25052 سنة ضوئية عن الأرض. يشير الباحثون إلى أن هذا الكوكب الجديد يعتبر من فئة العمالقة الغازية، وتم اكتشافه بواسطة طريقة فريدة تعرف باسم التصغير الجاذبي.
تتميز العمالقة الغازية بحجمها الهائل وتكوينها الذي يتسم بالطبقات الغازية المتعددة. يُعد KMT-2021-BLG-1554Lb من هذه الفئة، حيث يتميز بكتلة ضخمة تعادل ما يقرب من 38.13941 مرة كتلة الأرض. ولتوضيح هذا الحجم الهائل، يمكننا أن نتخيل أن كتلته تتجاوز العديد من الكواكب الصخرية في نظامنا الشمسي.
تعكس البيانات أيضًا نسبة الشعاع لهذا الكوكب مقارنةً بالمشتري، حيث يبلغ مضاعف الشعاع 0.616. يمكننا تصوير هذا الكوكب الجديد كعملاق غازي يتلألأ بين نجوم الليل، ويرسل إلينا إشارات بريئة من بعيد.
تحمل معلومات اكتشاف KMT-2021-BLG-1554Lb توقيع عام 2022، حيث كانت هذه السنة هي السنة التي انفتحت فيها أبواب الكون لتكشف لنا عن أسرار جديدة. ومع أن معظم الكواكب تكتشف بواسطة التلسكوبات أو المركبات الفضائية، إلا أن KMT-2021-BLG-1554Lb اكتشف بواسطة طريقة فريدة تسمى “التصغير الجاذبي”.
تعتمد هذه الطريقة على انحناء الضوء الناتج عن الجاذبية الكونية، حيث يؤثر كتلة الكوكب على مسار الضوء القادم من خلفها. هذا الانحناء يُلاحظ عندما يكون الكوكب والمصدر الخلفي للضوء والمراقب على نفس الخط الرئيسي. يعد اكتشاف KMT-2021-BLG-1554Lb بهذه الطريقة تحفة من فنون الفضاء والكواكب.
بمتوسط مسافة مدارية تبلغ حوالي 0.72 وفترة دورية تقدر بحوالي 2.2 سنة، يدور KMT-2021-BLG-1554Lb حول نجمه الأم بأناقة متناهية. تظهر عدم وجود تغيرات كبيرة في شكل المدار، حيث يتميز المدار بشكله المستقر واستقامته. يشير ذلك إلى أن هذا العملاق الغازي يسير في مسار ثابت حول نجمه.
تجلب لنا هذه الاكتشافات الفضائية إلى عالم جديد من التأمل والدهشة، حيث يتم توثيق الكواكب البعيدة والمجاورة باستمرار. يشكل KMT-2021-BLG-1554Lb إضافة قيمة لفهمنا لتنوع العوالم الفضائية وتوزيعها في هذا الكون اللامتناهي.