في محافل السماء اللانهائية، تظهر لنا كواكب الفضاء بأشكالٍ وأحجامٍ تدهش العقول وتجذب الأبصار، ومن بين هذه الكواكب الرائعة يبرز كوكب Kepler-886 b بتفاصيله الفريدة والمثيرة للاهتمام. يقع هذا الكوكب في بعد يصل إلى 2320.0 سنة ضوئية عنا، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بنجمه الأم Kepler-886 الذي يبلغ لمعانه 14.054 درجة.
وإذا كنت من عشاق اكتشاف الكواكب والغموض الفلكي، فإن عام 2016 كان عامًا مميزًا، حيث تم اكتشاف Kepler-886 b في ذلك الوقت بواسطة أساليب العبور الكوكبي، وهو الأسلوب الذي يتيح لنا استشراف الكواكب المارة أمام نجومها المضيئة.
تأتي مفاجأة Kepler-886 b في تفاصيلها الدقيقة، إذ يظهر أن كوكبنا هذا ينتمي إلى صنف الكواكب العظيمة، حيث يُعرف بكوكب فائق الأرض “Super Earth”. يتسم Kepler-886 b بخصائص فلكية مميزة، إذ يتمتع بكتلة تعادل 2.92 مرة كتلة الأرض، ويبلغ نصف قطره 1.52 مرة نصف قطر الأرض.
وحيث يتأمل العلماء في هذا الكوكب، يظهر لهم أنه يدور في فلكه بنصف قطر يقدر بـ 0.067 وحدة فلكية، ويستغرق لإكمال دورانه حول نجمه Kepler-886 فقط 0.016974675 عامًا، ما يضفي عليه خصائص تميزه عن أقرانه الكواكبية.
رغم بساطة مداره الذي يظهر بخصائصه الدائرية (بدرجة انحراف تساوي صفر)، إلا أن ذلك لا يقلل من روعة اكتشاف هذا الكوكب الذي تمتع بفضل الطريقة المتقدمة للكشف عنه، حيث استخدمت أساليب العبور الكوكبي لتلميحات دقيقة عن وجوده.
وبما أن هذا الاكتشاف يمتاز بالتفاصيل الغنية، فإنه يتيح للعلماء والفلكيين فرصة لفهم أعماق الفضاء وتفاصيل نظم الكواكب البعيدة. يعكس Kepler-886 b مدى تطور أساليب الكشف والتقنيات الحديثة التي تمكننا من استكشاف عجائب السماء والكواكب التي تدور في رحاب اللانهاية الفضائية، ويفتح أبواب الاستكشاف المستمر لمزيد من أسرار هذا الكون الواسع والغامض.