في إحدى لحظات التأمل العميق في سماء الليل، يمكن أن تلفت انتباهنا لعجائب الكون وأسرار الفضاء التي تنتظر الكشف عنها. ومن بين هذه الأسرار تبرز كواكب النظام الشمسي البعيدة، وفي هذا السياق يأتي اكتشاف كوكب مذهل يُعرف باسم Kepler-364 c.
يتميز Kepler-364 c بموقعه البعيد في السماء، حيث يتراقص على بُعد يصل إلى 2908.0 سنة ضوئية عن الأرض. تكمن روعة هذا الكوكب في جاذبيته الفائقة، حيث يتميز بشدة جاذبية قوية يمكن أن تعادل 5.27 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه ثباتًا فائقًا في دورانه حول نجمه.
عند التحديق في خصائص Kepler-364 c، نجد أن لديه تأثيرًا سحريًا يماثل الكواكب من نوع نبتون، حيث يُصنف ككوكب من النوع “نيبتوني المشابه”. يتميز بقطر يعادل 2.15 مرة قطر الأرض، ما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة الغازية.
تكمن أهمية اكتشاف Kepler-364 c في الوسائل المبتكرة التي تم استخدامها لاكتشافه، حيث تم استخدام طريقة العبور (Transit) للكشف عن وجوده. هذه الطريقة تعتمد على مراقبة تأثير الكوكب على إضاءة نجمه، حيث يحدث هبوط طفيف في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام النجم.
وما يضفي على هذا الاكتشاف جاذبية خاصة هو توقيت اكتشاف Kepler-364 c، حيث تم رصده لأول مرة في عام 2014. يُظهر هذا الاكتشاف كيف يمكن للعلماء أن يتابعوا أثر الأجسام السماوية حتى في أبعد الزوايا الفلكية.
لا يكتفي Kepler-364 c بتحفيز فضول الباحثين، بل ينقلنا أيضًا إلى عوالم لا نعرف سوى القليل عنها. يدعونا هذا الكوكب إلى التساؤل والتأمل في غموض الكون، ويعزز الفضول حيال الكواكب البعيدة والأسرار التي قد تكمن في أعماقها، فما زالت الكواكب البعيدة تستمر في إلهام الإنسان لاستكشاف أبعد حدود الفضاء والكون.