في العام 2016، كشفت الدراسات الفلكية عن كوكب مذهل يحمل اسم “كيبلر-1052 ب”. يتمتع هذا الكوكب بخصائص فريدة تثير إعجاب العلماء والمهتمين بعلم الفلك. يقع كيبلر-1052 ب على بعد يبلغ حوالي 3078.0 سنة ضوئية من الأرض، وهو يعتبر من الكواكب البعيدة في مجرتنا.
تتميز خصائص كيبلر-1052 ب بالكثير من التعقيد والتنوع. يظهر الكوكب بلمعان فلكي يقدر بحوالي 14.932 درجة، مما يجعله أحد الأجرام السماوية الصعبة المراقبة بالنسبة للمراصد الفلكية. ينتمي كيبلر-1052 ب إلى فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون في نظامنا الشمسي، حيث يشترك في بعض الخصائص مع هذا العملاق الغازي.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية، يتميز كيبلر-1052 ب بكتلة تعادل حوالي 8.91 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة بالمقارنة مع كواكب نظامنا الشمسي. وعندما نراعي القياس بالنسبة إلى كوكب الأرض، نجد أن كتلته تفوق تسع مرات. أما بالنسبة إلى الشكل والحجم، فيظهر كيبلر-1052 ب بقطر يعادل 0.261 من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تتميز مدارات الكواكب بتعقيدات هندسية رائعة، وكيبلر-1052 ب لا يختلف عن ذلك. يتحرك الكوكب حول نجمه الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.2046 وحدة فلكية، ويستغرق دورة كاملة حول النجم حوالي 0.095551 سنة. تتسم هذه المدارات بانتظام فائق، حيث تظهر الكوكب بحركة دورية دقيقة ومستقرة حول نجمه.
لاحظ العلماء هناك عدم وجود انحراف في مدار كيبلر-1052 ب، حيث يبلغ الاستدارة حوالي 0.0، مما يجعله كوكباً يندرج تحت فئة الكواكب ذات المدارات الدائرية. تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس تغيّر في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يوفر إشارة قوية عن وجود كوكب في هذا الموقع البعيد.
إن كيبلر-1052 ب يثير فضول العلماء حول العالم، حيث يمثل تحفة فلكية تتحدى فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي. يعزز هذا الاكتشاف فهمنا للتنوع الكوني ويفتح أفقًا جديدًا لاستكشافات المستقبل في علم الفلك والفضاء.