تتألق الكون بألوانه المتعددة وأسراره العميقة، ومن بين تلك الأسرار تبرز كواكبه المذهلة التي تحمل في طياتها قصصًا تاريخية تستحق الاكتشاف. واحدة من هذه الكواكب الرائعة هي “HD 16905 b”، التي تعد واحدة من عجائب الفضاء التي تثير فضول العلماء والمهتمين بأسرار السماء.
يتواجد هذا الكوكب الرائع في بعد يصل إلى 130 سنة ضوئية عن الأرض، ويرافق نجمًا يتميز بلمعانه الذي يصل إلى 9.44 درجة من الشدة الضوئية. يعتبر “HD 16905 b” من فئة الكواكب العملاقة الغازية، حيث تجمع في باطنها كميات هائلة من الغازات السامة والسحب الملونة التي تعكس جمال الظواهر الطبيعية في عالمها الفريد.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2022، ما يجعله واحدًا من الاكتشافات الأحدث والأكثر إثارة في مجال علم الفلك. إن علماء الفضاء والباحثين يعملون جاهدين لفهم تكوينه وخصائصه المدهشة التي تميزه عن باقي الكواكب في السماء.
من الناحية الفيزيائية، يأتي “HD 16905 b” بكتلة تعادل 9.07864 مرة كتلة المشتري، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة وثقل استثنائي. وبالنظر إلى قطره، الذي يعادل 1.12 قطر الكوكب المشتري، يظهر أن هذا العملاق الغازي يحتل مكانة مميزة بين الكواكب الضخمة.
يدور “HD 16905 b” حول نجمه الأم في مدار يتميز بنصف قطر يبلغ 6.469422 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب 18.4 يومًا لاكتمال دورته حول النجم. تعكس الشذوذ في المدار، البالغ 0.66، حقيقة أخرى مثيرة، حيث يبرز تعقيد الديناميات الفلكية لهذا الجسم السماوي.
تم استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية لاكتشاف “HD 16905 b”، حيث يتم قياس التغيرات في طول موجة الضوء المنبعثة من النجم بسبب حركة الكوكب حوله. هذا الأسلوب الدقيق يساعد على تحديد الكتلة والمدار وحتى الخصائص الجوية للكوكب.
في النهاية، يبقى “HD 16905 b” كوكبًا مثيرًا للدهشة يحمل في طياته الكثير من الألغاز والأسرار، ويظل محط اهتمام العلماء الذين يسعون جاهدين لفهم هذا الكوكب العملاق في عرض الكون.