في إحدى رحلات استكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، اكتشف العلماء كوكبًا جديدًا يحمل اسم “كيبلر-462 بي”، ويعد هذا الاكتشاف إحدى المحطات البارزة في رحلة البحث عن عوالم خارجية قد تحمل أسرارًا جديدة حول الكون. يقع كوكب كيبلر-462 بي على بعد يُقدر بحوالي 1946 سنة ضوئية من الأرض، في إحدى الزوايا البعيدة للفضاء اللامتناهي.
يتميز كوكب كيبلر-462 بي بخصائص فلكية فريدة تجعله محط اهتمام العلماء. بدايةً من اللمعان النجمي، حيث يُقدر للنجم المضيف للكوكب معدل لمعان يبلغ 11.632، ما يضفي على هذا النظام النجمي سحرًا خاصًا في سماء الكواكب البعيدة. يُصنف كوكب كيبلر-462 بي ككوكب غازي عملاق، مما يعني أنه يتميز بتكوين غلاف جوي هائل يحيط بنواة الكوكب، وهو سمة تميز العديد من العوالم خارج نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف كوكب كيبلر-462 بي في عام 2016، وهو إضافة حديثة إلى قائمة الكواكب المعروفة. يبلغ الكوكب كتلته نحو 0.16959 مضاعفة لكتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب الصغيرة بالمقارنة مع أقرانه العملاقين. وبالنسبة للأبعاد، يتمتع بنصف قطر يعادل 0.268 مضاعفة لنصف قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا صغيرًا نسبيًا.
فيما يتعلق بمداره، يتواجد كوكب كيبلر-462 بي على بعد حوالي 0.4172 وحدة فلكية من نجمه المضيف، ويستغرق حوالي 0.23189595 يومًا لاكتمال دورته الفلكية، ما يشير إلى سرعة دوران نسبية على مقارنة بالكواكب الداخلية. كما يظهر أن لديه انحراف بسيط في مداره بفضل قيمة الشذوذ المداري التي تبلغ حوالي 0.04.
تم اكتشاف كوكب كيبلر-462 بي باستخدام طريقة العبور، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في لمعان النجم المضيف نتيجةً لعبور الكوكب أمامه، ما يسمح للعلماء بتحديد بعض الخصائص الفيزيائية للكوكب.
إن هذا الاكتشاف يفتح أمامنا نافذة جديدة لفهم تشكيل الكواكب خارج نظامنا الشمسي وتنوعها، وقد يسهم في توسيع آفاق البحث حول إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.