في العام 2020، كشفت الباحثون عن كوكب جديد يحمل اسم “كيبلر-1664 ب”. يتميز هذا الكوكب بمجموعة من الخصائص الفريدة والملفتة، مما يجعله يشكل نقطة مثيرة للاهتمام في ميدان دراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
يتمتع كوكب كيبلر-1664 ببُعد يبلغ حوالي 2044.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعله ينتمي إلى الفضاء البعيد الذي يعزله عن مرصدنا الفلكي. يظهر لنا هذا الكوكب بوضوح في السماء بفضل توهجه الذي يبلغ 13.621 درجة من اللمعان النجمي، مما يجعله قابلاً للرصد والدراسة بواسطة التلسكوبات الحديثة.
ما يميز كيبلر-1664 بأنه ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يطلق عليه وصف “نبتوني المشابهة” بسبب تشابهه البارز في الخصائص مع كوكب نبتون. تكمن أحد أبرز تلك الخصائص في مضاعف كتلته، حيث يبلغ ضعف ونصف كتلة الكوكب الجديد مقارنةً بكتلة الأرض، مما يجسد تنوع الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
وفيما يتعلق بحجمه، يظهر كيبلر-1664 بأنه كوكب صغير إذ يكون نصف قطره يعادل 27.1% من نصف قطر المشتري، وهو أمر يلفت النظر إلى تفاوت الأحجام بين الكواكب المكتشفة خارج نظامنا الشمسي.
تدور الكوكب حول نجمه الأم في مدار دائري بشكل لافت، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.1137 وحدة فلكية. يتميز هذا الكوكب بفترة دوران قصيرة جدًا تبلغ حوالي 0.03942505 يوم، ما يبرز الديناميات الفلكية الفريدة التي تحكم حركته حول نجمه.
من الجدير بالذكر أن الكوكب لا يظهر أي انحراف في مداره، حيث يكون التمايل (الانحراف عن المدار المستدير) يساوي صفر، مما يجسد ثبات الحركة الدائرية له حول نجمه.
تم اكتشاف كيبلر-1664 باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي أحد الأساليب المبتكرة في اكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي. تعتمد هذه الطريقة على مراقبة التغيرات في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يتيح للعلماء فرصة قياس مقدار انخفاض السطوع وتحديد وجود الكوكب.
إن اكتشاف كوكب كيبلر-1664 يفتح آفاقًا جديدة في فهمنا للكواكب الخارجية ويسهم في توسيع أفق البحث الفلكي. وبفضل التقنيات المتقدمة والجهود المستمرة في مجال الفضاء، يستمر العلماء في استكشاف أسرار الكواكب البعيدة، مما يعزز من فهمنا للكون الواسع وتعقيداته المتجددة.