في أعماق السماء، تتألق نجمٌ جديد يُدعى Kepler-247، يمثل جزءًا أصغر من العديد من النجوم التي تعبق بالغموض والسرّ. يتألق ببريق طفيف يُقدر بحوالي 15.199 وحدة من اللمعان الشمسي، ويرسم بذلك لوحة فلكية تعكس جمال وغموض الكون.
في عام 2014، تم اكتشاف كوكبين مثيرين حول هذا النجم، واحدٌ منهم يُدعى Kepler-247c، حيث يبتعد عنا بمسافة تقدر بحوالي 2165.0 سنة ضوئية. يأخذ هذا الكوكب مظهرًا شبيهًا بالكواكب الزهرية، إذ يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني”، ما يعني أنه يشبه في صفاته كوكب نبتون، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
لنلقي نظرة أعمق على خصائص Kepler-247c، نجد أن كتلته تفوق كثيرًا كتلة الأرض، حيث يصل معامل الكتلة إلى 15.7 مرة كتلة كوكبنا الأزرق. يتميز الكوكب أيضًا بقطر يعادل 36.5% من قطر كوكب المشتري، مما يجعله يندرج تحت فئة الكواكب العملاقة.
لا تقتصر تلك الاكتشافات الرائعة على Kepler-247c فقط، بل يُكمله الكوكب الثاني المكتشف حول نفس النجم، الذي يحمل اسم Kepler-247d. هذا الكوكب يدور حول نجمه بمدار صغير يقاس بنسبة إلى مسافة الأرض من الشمس، حيث تبلغ 0.084، ويستغرق فقط حوالي 0.025735795 سنة لاكتمال دورته حول النجم اللامع.
من اللافت أيضًا أن الكواكب تم اكتشافها باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيّرات في إشعاع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يتيح لنا استنتاج معلومات قيمة حول الكواكب البعيدة وخصائصها.
بهذه الطريقة، تتحد جهود الفلكيين والمستكشفين لنقلنا إلى رحلة استكشافية في عالم الفضاء، حيث يتوارى كل كوكب ونجم وراء قصصه الفلكية المثيرة، وتُضيء المعلومات الوافرة التي نحصل عليها على أسرار الكون وتشويقه الأبدي.