في كتاب “اقرأ كل شيء عن ذلك!” يقدم جيم سكويرز انتقادات حادة لكيفية تضحية الملاك الشركاتية لصحف أمريكا بمثالية الصحافة الحرة على محك الربح، وكيف أن الديمقراطية عانت نتيجة لذلك. يأتي جيم سكويرز لهذا الموضوع بسجل حافل من الإنجازات: من عام 1981 إلى عام 1989 كان محررًا لصحيفة شيكاغو تريبيون، حيث شهد بنفسه كيف يمكن لقصر نظر مديري الشركات تحويل مهمة الصحافة في الصحيفة وتعريض صحتها الاقتصادية على المدى الطويل للخطر.
بشغف وأسلوب وقصص حية، يثبت سكويرز حالته من خلال خيوطه برشاقة وبشكل مضحك مع تجاربه الشخصية مع الاتجاهات الاقتصادية الأكبر في الصناعة. عندما أصبح مراسلاً في عام 1962، كانت العائلات القديمة التي كانت تدير صحف البلاد لا تزال ترى أعمالها كمسؤولية عامة. كانت لكل صحيفة صوت مميز، ورجال الصحافة مثل هيرست وبوليتزر كانوا يؤثرون في العالم من حولهم، حتى وهم يروجون لسياستهم ومثالياتهم وشخصياتهم الخاصة. في تنوعهم وشغفهم كانت قوة الصحافة الحرة في أمريكا.
ولكن هذه الأيام قد ولت، يكتب سكويرز، وأصبحت صناعة الأخبار الآن تجمع بين ثقافة التلفاز وضمير وول ستريت. الصحافة الورقية اليوم هي بشكل كبير من نصيب الشركات الكبيرة التي تهتم أكثر بالربح الخاص من التحاور العام. أغلب العائلات القديمة للصحف قد استسلمت – وحتى تلك التي لا تزال موجودة أصبحت مؤسسات شركات كبيرة. النتيجة هي صحافة أمريكية تهتم أكثر ببيع شيء ما لقرائها من أن تتحدى أو تبلغهم.
يحتفظ سكويرز بأشد انتقاداته لـ “الحسابات” الذين يديرون الآن معظم الصحف الكبرى في البلاد والذين يعتبرون هذه الأصوات القوية التي كانت مرة واحدة صوتًا للديمقراطية “أبقار نافعة” يجب استغلالها في المصلحة المالية الشركاتية. إنه لا يكتفي بالانتقادات الحادة في لومه المحترق للطبقة التنفيذية، مكشوفًا نفاقهم وازدرائهم للقيم التقليدية للصحافة.
يطلق سكويرز نداءً للتحرك ضد استعباد الصحافة الحرة في أمريكا – قبل فوات الأوان.
تم نشر هذا الكتاب بواسطة دار النشر “Crown” في يناير عام 1993.