في كتابه الرائع “اعتقادات فرق المسلمين والمشركين”، يستعرض العالم أبو محمد الرازي ببراعة ودقة فائقة الاعتقادات المتنوعة التي انبثقت في تاريخ الإسلام بين فرق المسلمين والمشركين. يقوم الكتاب بتقديم دراسة شاملة حول الفرق الرئيسية التي طورت آراؤها وتفرعت في عقائدها، ملقيًا الضوء على التباين الفلسفي واللاهوتي الذي ساد بين هذه الفرق.
في الفصل الأول، يسلط الضوء الكاتب على الفرقة الأولى، وهي الغيلانية، التي تبعت مبادئ غيلان الدمشقي. يشدد الرازي على التفريق الذي قام به هؤلاء بين الأعتزال والإرجاء، ويسلط الضوء على حياة غيلان والتحولات التي مر بها قبل أن يكون ضحية لهشام بن عبد الملك، السابع من خلفاء بني مروان.
في الفصل التالي، يتناول الكتاب الفرقة الواصلية، التي تبعت واصل بن عطاء الغزال. يستعرض الرازي آراء هذه الفرقة، مع التركيز على الاعتقاد الفريد الذي أسسه واصل، حيث أشار إلى أن الفاسق ليس مؤمنًا ولا كافرًا ولا منافقًا ولا مشركًا. يفحص الكتاب أيضًا قاعدة عدم قبول شهادة طلحة والزبير، وكيف أثرت هذه القاعدة على تقييم الشهادات في المجتمع الإسلامي.
وفي الفصل الثالث، يقدم الرازي نظرة على العمرية، التي اتبعها أتباع عمرو بن عبيد. يوضح الكتاب قوانينهم ومعتقداتهم، مبرزًا الفارق في قبول شهادات الأفراد حسب انتمائهم لفرد من الفريق. يسلط الضوء على رؤيتهم لشهادات طلحة والزبير وكيف تُعتبر غير مقبولة بوجه معين.
يأتي هذا الكتاب كمرجع شامل وعلمي موثوق للباحثين والمهتمين بالدراسات الإسلامية، حيث يقدم تحليلًا عميقًا وشاملاً للفروقات في العقائد بين فرق المسلمين والمشركين. تجمع دار الكتب العلمية في نشر هذا العمل بين الجودة العلمية والمحتوى الثري، ويأتي الكتاب مغلفًا بغلاف كرتوني فاخر، يضيف للقارئ قيمة إضافية.