في أعماق السماء، حيث تتناثر النجوم بألوانها المتلألئة وتتباين بأحجامها المتنوعة، نجد أنفسنا أمام سحر لا ينضب، حيث تستمر رحلة الاستكشاف الفلكي في الكشف عن أسرار الكواكب البعيدة. تتألق Kepler-368 b في هذا العالم الساحر كجوهرة ثمينة تعكس بريق الفضاء وتحمل في طياتها أسرارًا مثيرة.
تمثل Kepler-368 b إحدى المكتشفات الفلكية البارزة، حيث تظهر ككوكب ينتمي إلى فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون. تتميز هذه الكواكب بخصائص فريدة تجعلها تستحق الانتباه والاهتمام. مع مسافة تبلغ 2515.0 سنة ضوئية عنا، يظهر Kepler-368 b في سماءنا ببريق لافت يُلفت الأنظار إليه.
تتسم هذه الكوكبة بمعدل سطوع نجمي يبلغ 12.946، ما يجعلها مرئية بواسطة الأجهزة الفلكية المتوسطة، مما يسهم في تحليل خصائصها بشكل متقن. اكتشفت Kepler-368 b في عام 2014، حيث أضاءت أجهزة الاستشعار الفضائية عن وجود هذا العالم الساحر الذي ينتمي إلى عائلة الكواكب الغامضة.
تأتي Kepler-368 b محملة بسرها في كتلتها، إذ يبلغ مضاعف كتلتها 10.7 مرات تلك الخاصة بكوكب الأرض. يعتبر هذا الاختلاف في الكتلة مؤشرًا على طبيعة فريدة لهذا العالم السماوي، حيث تظهر القوانين الفيزيائية بأبعاد جديدة على سطحها.
بالنظر إلى قطر Kepler-368 b، نجد أنه يعادل 0.291 من قطر كوكب المشتري، ما يعكس حجمها النسبي الذي يضفي لها سحرًا خاصًا. وفيما يتعلق بمدارها الفلكي، يتوسط الكوكب المسافة بينه وبين نجمه بنسبة 0.186، ما يجعله يتنقل بين أوجه البُعد الكوني بأناقة فائقة.
تدور Kepler-368 b حول نجمها الأم بفترة دوران تبلغ 0.0733744 من السنة الأرضية، ما يسلط الضوء على حركتها الراقصة في سماءها. ورغم أنها تتميز بشكل كبير بالتمركز الدائري في مدارها، يظهر أنها تخلو من أي انحراف في شكل مدارها، حيث تبدو تلك الرقصة الكونية متناغمة ومتزامنة.
لا يقتصر التميز الفلكي لهذا الكوكب على خصائصه الفيزيائية فقط، بل يمتد إلى طريقة اكتشافه. حيث تم اكتشاف Kepler-368 b باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، حيث يقطع الكوكب أمام نجمه، مما يسبب انخفاضًا طفيفًا في سطوع النجم، ويكشف عن وجود الكوكب.
بهذا السياق، يظهر أن Kepler-368 b تحمل في طياتها العديد من الألغاز والأسرار التي تستدعي الاستكشاف والتفكير. إنها ليست مجرد كوكب بل هي ملحمة فلكية تعكس عظمة الكون وتجعلنا نتساءل عن المزيد من الأسرار التي قد تكون مخبأة في رحاب الفضاء اللامتناهي.