في سماء اللانهاية المظلمة، حيث تتلألأ نجوم لامعة كجواهر مرصعة على قماش فلكي، نجد أنفسنا مواجهين لعجائب الكون وأسراره العميقة. من بين هذه العجائب، يبرز كوكبٌ مليء بالغموض يدعى Kepler-337 c، والذي يمثل إضافةً مثيرةً ومثيرة للفضول إلى قائمة الكواكب التي تحوم حول نجوم بعيدة.
يتميز Kepler-337 c بمسافة فاصلة تبلغ 2212.0 سنة ضوئية، حيث يغوص في عمق الفضاء ويبتعد عن مرصدنا الأرضي. تتلألأ نجمته الأم، التي يبلغ تألقها الظاهر 12.799، في سماء الليل كنقطة صغيرة مشعة، تروي قصةً فلكية تحمل في طياتها أسرارًا لا يمكن إدراكها إلا بواسطة عقول العلماء والمحققين.
ما يميز Kepler-337 c بشكل خاص هو أنه يعتبر “سوبر أرض”، تلك الكواكب العملاقة الصخرية التي تجذب اهتمام العلماء والمستكشفين بسبب تشابهها بعض الشيء بين الأرض وبينها. إذ يكمن سر هذا التشابه في الحقائق الفلكية البارزة، حيث يكشف تضاعف كتلته، البالغ 4.86 مرة مقارنة بالأرض، عن وجود قوى ثقل مذهلة قد تؤدي إلى طبيعة سطحية فريدة.
ومع مضي الزمن، انطلقت عجلة الاكتشافات الفلكية لتكشف لنا عن Kepler-337 c في عام 2014، حيث كان العلماء يقفون على أبواب السماء يرصدون مروره أمام نجمه الأم. هذا الاكتشاف يضيف لرونق الفضاء ويغذي رغبة الإنسان الأزلية في استكشاف أبعد نقاط الكون.
تتجلى البعد العلمي لهذا الكوكب أكثر عند التفكير في قياساته، حيث يكون نصف قطر Kepler-337 c ضعف ونصف تأثير كوكب الأرض، محملاً بالغموض والتعقيد الذي يتجلى في طبيعته. يعيش هذا العالم المليء بالتحديات في فترة دوران حول نجمه الأم على مدار يوم قصير جدًا، حيث يبلغ الفترة الزمنية للدورة الدورانية حوالي 0.026557151 يوم.
تتسارع الأفكار والتساؤلات عندما نتأمل في خصائص المدار، حيث يكشف معامل البُعد الزاوي والفترة الدورانية عن تفاصيل معقدة تحمل في طياتها أسرار العوالم البعيدة. يظهر المستوى الصفري للتحريك المداري أن Kepler-337 c يسافر في مدار دائماً قريب من دائرة مستديرة، ما يشير إلى تمايله الضئيل تجاه الشكل البيضاوي.
ما يلفت الانتباه أيضًا هو وسيلة اكتشاف Kepler-337 c، حيث تم الكشف عنه باستخدام الطريقة الفلكية المعروفة باسم “العبور”. هذه الطريقة تعتمد على رصد التغييرات في سطوع النجم الأم عندما يقع الكوكب أمامه، مما يخلق خفقانًا هامشيًا في نور النجم. هذا الاكتشاف المذهل يلقي الضوء على دقة أساليب البحث والمتابعة المعتمدة في مجال الفلك.
في نهاية المطاف، يتحدَّ الفضول والحماس في مواجهة Kepler-337 c مع الأسرار الفلكية، مما يشكل دعوةً لعقول العلماء والرواد لاستكشاف هذا الكوكب بمزيدٍ من التفصيلات والتعمق في أغوار هذا العالم السحري والغامض الذي يحمل في طياته ألغازًا لا تزال تنتظر الكشف عنها في رحلتنا المستمرة لاستكشاف أسرار الكون.