في الأعماق البعيدة والسماء اللامتناهية، يتجول كوكبٌ غامض يحمل اسم Kepler-209 c، ويعدّ هذا الكوكب إحدى الكنوز الكونية التي تثير فضول العلماء والباحثين في علم الفلك. يقع Kepler-209 c على بُعدٍ يبلغ 1882.0 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة فلكية تحمل بين ثناياها العديد من الأسرار الفلكية والظواهر الفضائية الغامضة.
تتسم النجمة المضيئة التي يدور حولها Kepler-209 c بلمعانٍ خافت يبلغ 14.132 درجة من القدر الظاهري، ما يجعلها تلك النجمة تكون ضوءها غير ملفت للأنظار في سماء الليل. ومن خلال الدراسات الفلكية التي أُجريت في عام 2014، تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض والمثير، حيث تم توثيق سنة اكتشافه كانت 2014.
ليس فقط يقع Kepler-209 c في منطقةٍ بعيدة جداً عنا، بل يتميز أيضاً بخصائص فريدة ومميزة. إذ يُصنف هذا الكوكب ككوكبٍ من نوع “نبتوني”، وهو وصف يشير إلى أن لديه شبه بنية أو خصائص مشابهة لتلك التي تمتلكها كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
لكن الجوانب الفيزيائية لـ Kepler-209 c تثير اهتمام العلماء بشكل خاص، حيث يبلغ معامل كتلته 9.8 مرة مقارنةً بالكتلة الأرضية، مما يشير إلى كتلة هائلة تجعله يتمتع بجاذبية فائقة. ولا تقتصر المقارنة على ذلك، بل يُقاس نصف قطره بمعامل 0.277 بالمقارنة مع نصف قطر المشتري، مما يكشف عن بُعدٍ آخر من التميز في بنيته الفيزيائية.
وحين نلقي نظرة على مداره المداري، نجد أن Kepler-209 c يتنقل في فلكٍ دائري يبلغ نصف قطره 0.231 وفترة دورانه حول النجم تمتد لـ 0.11416838 سنة، مع انعدام تموجاته المدارية (eccentricity = 0.0). وقد تم اكتشافه باستخدام أسلوب الكشف عبر العبور الذي يعتمد على رصد تغيّرات ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه.
في نهاية المطاف، يظل Kepler-209 c كوكباً فريداً ومميزاً يستحق الاهتمام، وهو يلقي بظلاله على ذهولنا ويرفع الستار عن أسرار الكواكب البعيدة في هذا الكون الواسع والغامض.