في أعماق السماء، تتلألأ نجمة تدعى Kepler-1780 ببريقها الخافت، وفي هذا الفضاء البعيد يكمن عالم آخر، عالم يسكنه كوكب غامض يحمل اسم Kepler-1780 b. يعتبر هذا الكوكب واحدًا من تلك العوالم البعيدة التي تثير فضول البشر، ويشكل إضافة مميزة لمجموعة الكواكب التي تتوسط اللانهاية الفضائية.
تتميز Kepler-1780 b بمواصفات فريدة تضعها في صفوف الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. يبلغ معدل البعد بيننا وبين هذا العالم البعيد حوالي 2579.0 سنة ضوئية، مما يجعله ذا أبعاد فلكية لا يمكن تصورها إلا بعقول الباحثين والفضوليين الذين يغمرهم حب الكواكب وأسرار السماء.
تتسم Kepler-1780 b بلمعان نجمي يبلغ تألقه 14.907، مما يعكس سطوعاً معتدلاً يضيء سماء هذا العالم السحري. ورغم بعده الشاسع عنا، يبدو وكأنه يرسل إلينا إشارات بصرية تعبر عن غموض وسحر الكواكب البعيدة.
اكتشف هذا العالم الفريد في عام 2021، عندما كانت أعين العلماء تراقب السماء بحثاً عن ألغاز الكواكب البعيدة. تحمل هذه الاكتشافات معها قصة رائعة عن التحديات والإصرار التي يبذلها الإنسان لاستكشاف أغوار الفضاء وفهم أسرار الكون.
فيما يتعلق بخصائص Kepler-1780 b، يظهر أن الكوكب يحمل مضاعف كتلة يبلغ 12.7 مرة مضاعف كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة تفوق الكرة الزرقاء التي نعرفها جيدًا. ولتوضيح هذا الحجم الكبير، يتم قياس قطره بمضاعف 0.322 من قطر المشتري، العملاق الغازي الذي يحكم سماء المجموعة الشمسية.
تدور Kepler-1780 b في فترة دوران قدرها 0.29952088 سنة على مدارها الذي يبلغ نصف قطره 0.4276 وحدة فلكية. تتميز مدارها بعدم وجود تمدد بشكل يذكر، مما يشير إلى استقرار وتناغم في حركتها حول نجمها الأم.
طريقة اكتشاف هذا الكوكب البعيد تعتمدت على ظاهرة عبور الكوكب أمام نجمه، وهي ظاهرة تعرف بالعبور المروري. هذه الظاهرة تساعد العلماء على استنتاج وجود الكواكب خلال رصدها لتغييرات في السطوع النجمي أثناء مرور الكواكب أمامها.
باختصار، يمثل Kepler-1780 b نافذة فريدة لفهم أسرار الكواكب البعيدة، وهو عالم يبعث بالدهشة والاستكشاف. تتوارث الأجيال البشرية جهودها لفهم هذه العوالم البعيدة وما تخبئه من أسرار، وكل اكتشاف جديد يفتح أمامنا أبوابًا جديدة من التساؤلات والمفاجآت في رحلتنا المستمرة في استكشاف أعماق الكون.