في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تبرز نجمة Kepler-150 بلمعانها الخافت وسط زحمة السماء اللامتناهية. وفي هذا الفضاء الغامض، يعيش كوكبٌ صغير يدعى Kepler-150 f، حيث يرقد في هدوء وسكون يعكس جمال السماء المحيطة به.
بعد رحلة طويلة للمستكشفين الفضائيين، تم اكتشاف Kepler-150 f في عام 2017، وهو كوكب ينتمي إلى عائلة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون. يتميز هذا العالم الفضائي بخصائص فريدة تجعله جوهرًا فريدًا في تشكيلة الكواكب المعروفة.
يظهر الكوكب بلمعانه الفضائي بشكل لافت في سماء Kepler-150، حيث يبلغ مقدار السطوع النجمي الخاص به 15.161، مما يجعله نجمًا يتألق بأناقة بين باقي الأجرام السماوية. وبالنظر إلى المسافة الفاصلة بينه وبين الأرض، التي تصل إلى 2907.0 سنة ضوئية، يظهر بأن Kepler-150 f يعيش في عزلة فضائية تضيءها أشعة نجمه اللامع.
لكن ما يميز Kepler-150 f بشكل خاص هو تشابهه الواضح مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إذ يتشابه الكوكبان في نوعهما، وتقريباً يكون لديهما نفس الخصائص الفيزيائية. يبلغ الكوكب كتلة Kepler-150 f مضاعفًا 12.9 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا استثنائيًا يضيف له سحراً لا مثيل له في هذا الكون الواسع. وبالنسبة للقطر، يتجاوز الكوكب توقعاتنا بفارق كبير، إذ يبلغ نصف قطره 0.325 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تدور Kepler-150 f حول نجمه بشكل متوازٍ تقريبًا، حيث يبلغ نصف قطر المدار 1.24 وحدة فلكية. ويستغرق الكوكب حوالي 1.7 عامًا لاكتمال دورته حول النجم. ورغم أنه يميل للكمال في حركته حول نجمه، إلا أن الكوكب يظهر بأناقة بفضل استقرار مداره وانتظامه في الحركة.
تم اكتشاف Kepler-150 f باستخدام أسلوب العبور أو الترانزيت، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والمبتكرة تساعد في تحديد معلومات دقيقة حول الكواكب البعيدة، وتسهم في توسيع فهمنا للكون اللامتناهي وتنوير أفق الاستكشاف الفضائي.
في الختام، يظهر Kepler-150 f كلوحة فنية في لوحة الكون، مشيراً إلى التنوع الرائع الذي يمكن أن يحمله الفضاء الخارجي. وفي هذا العالم البعيد، يعكس الكوكب الفضائي بريقًا خاصًا يدعونا إلى الدهشة والتأمل في أعماق السماء وأسرار الكون اللامحدود.