عندما نغوص في أغوار الكون ونتسلل بعمق إلى أبعد نقاط السماء، نجد أنه يوجد في السماء سرٌّ مذهل ينتظر الكشف عنه، وهو الكوكب الذي يحمل اسم HIP 41378 b. يقع هذا الكوكب في بعد يبلغ حوالي 347.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعله عنصرًا لامعًا في سماء الليل.
تألق هذا الجسم الفلكي يتجلى بوضوح في درجة السطوع النجمية، حيث يظهر معامل التألق النجمي لنجمه المضيء بمقدار 8.93. هذا يمنحنا فكرة عن قوة إشعاعه ولمعانه الساطع في السماء الليلية، ويضيف الغموض والإثارة لاكتشافه.
بالنظر إلى خصائصه، يبرز HIP 41378 b ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يشبه في صفاته كوكب نبتون العملاق في نظامنا الشمسي. يأتي هذا الاكتشاف الرائع في عام 2016، وكان لحظة تاريخية في رحلة البشر لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة.
عندما نلقي نظرة على الوزن والحجم، نجد أن HIP 41378 b يمتلك كتلة مذهلة بلغارض تبلغ 6.83 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا جاذبية هائلة قد تختلف تمامًا عن تلك التي نعيشها يوميًا.
أما بالنسبة للقطر، فيظهر الكوكب بحجم يعادل 0.224 قطر جوبيتر، وهذا يضيف الى سحره وفرادته في عالم الكواكب. إن الكواكب العملاقة مثل هذه تتميز بأبعاد لا يمكن تجاوزها، مما يثير التساؤلات حول طبيعة تكوينها وتأثيراتها على البيئة المحيطة بها.
يظهر HIP 41378 b في مدار لا يمكن قياسه بشكل دقيق حاليًا، ولكن يبدو أنه ينقلب حول نجمه المضيء في زمن قدره 0.042710472 سنة، مما يجعله يتحرك بسرعة كبيرة في هذا الفضاء الواسع.
رغم أنه يمتاز بدورته الفلكية، إلا أن الكوكب يظهر بتوازن رائع على مستوى التمدد المداري، حيث يبدو أنه يتمتع بتمركز مستقر وخال من التشوهات في مساره حول نجمه.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فقد تم رصده باستخدام طريقة العبور أثناء مراقبة النجم، وهي تقنية دقيقة تعتمد على قياس التغييرات في السطوع عندما يمر الكوكب أمام وجه النجم. هذا الاكتشاف الفلكي المذهل يسلط الضوء على التقنيات المتقدمة التي تمكننا من استكشاف أبعد نقاط الكون وفهم أسراره.
إن HIP 41378 b يمثل نقطة مثيرة في رصد الكواكب البعيدة، ويفتح أفقًا جديدًا لفهم كيفية تكوين الكواكب وتفاعلاتها في أنظمة النجوم البعيدة. إن هذا الكوكب البعيد يعكس جمال الكون وغموضه، ويترك البشر يحلمون بما قد يكونون قادرين على اكتشافه في الأفق البعيد من الفضاء اللامتناهي.