في أعماق السماء اللامعة تتوسع عجائب الكون، ومن بين هذه العجائب تبرز كوكبٌ ساحر يُعرف باسم HATS-16 b. يتوسط الفضاء بتألقه الذي يُضيء في الليل، مكملاً جمال الكواكب والنجوم التي تنثر عبير الغموض في كل اتجاه. يقع HATS-16 b على بُعدٍ يصل إلى 2469.0 سنة ضوئية، يبتعد عنا بمسافة تجعله يندمج بألوان السماء والمجرات البعيدة.
تبرز سمته الفريد في السماء، إذ يظهر بلمعان ثابت يُجذب الأنظار نحوه. تكمن جاذبية HATS-16 b في سطوعه الفائق، إذ يصل سطوع النجم الذي يحمل هذا الكوكب إلى 13.957 درجة مغناطيسية، ما يجعله نجمًا متألقًا في عرض السماء.
وكما لو كان HATS-16 b لوحة فنية في عالم الفضاء، يُعد هذا الكوكب ضمن فئة العمالقة الغازية، حيث يمتاز بهيكله الذي يسوده الغازات الساحرة، ويندمج بين جمال الألوان وتفاصيله الغامضة. إنه عملاق غازي يتلألأ في أعماق الكون، يحمل في طياته أسرار الكواكب البعيدة وتكويناتها الفريدة.
اكتشف علماء الفلك هذا الكوكب الرائع في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمامهم ودراستهم. يتسم HATS-16 b بخصائص فريدة، حيث يُقدر وزنه بمعامل يبلغ 3.27 مضاعفات من وزن كوكب المشتري، ويمتلك قطرًا يُقدر بـ 1.3 مضاعفات من قطر المشتري أيضًا. تتجلى روعة هذا الكوكب في تنوعه واختلافه عن باقي الكواكب التي تحوم في فلك الليل.
تُضيء ملامح HATS-16 b أكثر عند التحدث عن مداره الفلكي، إذ يتسارع في فضاء الكون بمسارٍ آسر. يتحرك الكوكب حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع مداره حوالي 0.03744 وفترة دورانه الفلكية تستغرق حوالي 0.0073921974 سنة. وبالرغم من تلك السرعة الرهيبة، يتميز HATS-16 b بانحراف طفيف في مداره، إذ يكتسب صفة الاستقرار بفضل قيمة الانحراف الصفرية التي تميزه عن غيره من الكواكب.
لاحظ الباحثون وجود HATS-16 b بواسطة الطريقة الرصدية للعبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يؤدي إلى تحجب ضؤه لفترة قصيرة ومتكررة. هذه الطريقة الدقيقة والمعقدة تفتح أفقًا جديدًا في فهمنا للكواكب البعيدة وطبائعها المختلفة.
في ختام هذه الرحلة إلى عالم HATS-16 b، نجد أنفسنا أمام لوحة فنية فضائية فريدة من نوعها، حيث يتألق الكوكب ببريقه الغامض في سماء الكون. إن هذا الاكتشاف العلمي يعزز فهمنا لتشكيلات الكواكب وخصائصها، ويسلط الضوء على تنوع الكون اللامتناهي وجماله الساحر.