في تجاويف الفضاء اللانهائي، حيث تتسارع النجوم في دورانها وتتألق بأنوار قد لا تكون محدودة في جمالها، نجد أنفسنا أمام عجائب الكون، تلك الكواكب التي تطوف حول نجومها الأم بأنظمة سماوية رائعة. إحدى هذه الكواكب التي تعزف سيمفونية الفضاء بإبداع فريد هي “كيبلر-1815 ب”.
تتميز كيبلر-1815 ب بطابع فلكي يلفت الانتباه، إذ تقع على بعد 3284.0 سنة ضوئية منا، مما يجعلها بعيدة على وجه النظر، ولكن في عالم الفلك، هذا البعد يتلاشى أمام روعة المشاهد التي تفتح أمام عيون الباحثين والعلماء.
تتميز هذه الكوكبة بقدر ظاهر للنجم الأم يبلغ 15.621، مما يجعلها تلمع في سماء الليل بأنوار خافتة ولكنها جذابة. تم اكتشاف كيبلر-1815 ب في عام 2021، حيث أضاءت شمسها البعيدة رحلة العلماء إلى عوالم جديدة في هذا الكوكب الغامض.
من ناحية أخرى، يظهر أن كيبلر-1815 ب يحمل خصائص تجعله يشبه كوكب نبتون، إذ يعد توأماً له بشكل لافت. يبلغ معامل كتلته 7.99 مرة مقارنة بالأرض، مما يجسد تلك القوة الجاذبية الخارقة التي تسيطر عليه. وإذا ما نظرنا إلى قطره، نجد أنه يعادل 0.245 من قطر المشتري، مما يبرز الفارق الكبير بين هذا الكوكب الفريد والعمالقة الغازية في النظام الشمسي.
تتميز مدارات كيبلر-1815 ب بمسارها الغامض الذي يدور عن نجمها الأم بنصف قطر يبلغ 0.0984، وفترة دوران تبلغ 0.03340178 عام، مما يجعلها تنغمس في رقصة فلكية متميزة. تتمتع بتماثل كبير في شكل مدارها، حيث يظهر أن الكوكب يتبع مسارًا دائريًا تقريبًا بدرجة انحراف صفر، مما يعكس تناغمًا فلكيًا يشد الأنظار.
وكما تفرض قوانين الفلك، تم اكتشاف كيبلر-1815 ب باستخدام أسلوب العبور الكوكبي (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغييرات في إشعاع النجم الأم نتيجة لعبور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يشكل نافذة فريدة للتعرف على الكواكب البعيدة وخصائصها بشكل أدق.
في النهاية، يتجلى كيبلر-1815 ب ككوكب يحمل في طياته ألغازًا فلكية تثير فضول العلماء، وتعكس روعة الكواكب البعيدة في هذا الكون الواسع. إنها رحلة استكشاف تعزز من فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتوسع أفق المعرفة البشرية حول أسرار هذا الكون اللامتناهي.