في نطاق الكون الواسع، تبرز كواكب خارج نظامنا الشمسي كأجسام فلكية مثيرة للاهتمام، تمثل ألغازًا فلكية تستحق الاستكشاف والدراسة. واحدة من هذه الكواكب البعيدة هي “كيبلر-169 ب”، التي تعتبر إحدى الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض الضخمة” أو “سوبر الأرض”.
تقع كيبلر-169 ب على بُعد مذهل يبلغ 1326.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعلها تتواجد في إحدى الأنظمة النجمية البعيدة جدًا عن نظامنا الشمسي. وعند مشاهدتها من الأرض، يكون لديها تأثير ضئيل على سطوع النجم الذي تدور حوله، إذ يُقدر سطوعه بحوالى 14.424 قدر ظاهري.
تتميز كيبلر-169 ب بأنها “سوبر أرض”، ما يعني أنها تمتلك كتلة تفوق كتلة الأرض بمرَّة ونصف تقريباً. تلك الكتلة الكبيرة تمنحها خصائص فريدة، وتجعلها تكون جسماً فلكياً مثيراً للاهتمام في سياق البحث عن أنواع الكواكب المتنوعة في الكون.
اكتشفت كيبلر-169 ب في عام 2014، ومن ثم أضيءت شعلة الفضول البشري حيال تفاصيلها الفريدة. يتضح أن لديها كتلة تزيد عن كتلة الأرض بمعامل يبلغ 1.51، مما يظهر الفارق الكبير في الجاذبية السطحية التي تؤثر على ظروفها الجوية وطبيعة سطحها.
بالنسبة للأبعاد، يبلغ نصف قطر كيبلر-169 ب نحو 1.13 مرة من نصف قطر الأرض، مما يجعلها تمتلك حجمًا أكبر بشكل ملحوظ. وعلى صعيد المدار، تتميز بمسافة دوران تبلغ حوالي 0.04 وحدة فلكية، مع فترة دوران قدرها 0.009034907 سنة.
تظهر كيبلر-169 ب بأنها كوكب يمتلك مدارًا تقريبيًا دائريًا بشكل كبير، إذ يُلاحظ أن الاستدارة البيضاوية لديها قريبة من الصفر (0.0)، مما يشير إلى أن حركتها حول نجمها الأم تكون أكثر انتظامًا.
لقد تم اكتشاف كيبلر-169 ب باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد تأثير المرور المتكرر للكوكب أمام نجمه، مما يؤدي إلى انخفاض طفيف في سطوع النجم. هذه الظاهرة تُمكِّن العلماء من تحديد معلومات دقيقة حول حجم ومدار وخصائص الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن كيبلر-169 ب تمثل إحدى النقاط المثيرة في مساعي الإنسان لاستكشاف وفهم الكواكب البعيدة، وتشكل نموذجًا فريدًا يعزز فهمنا لتنوع العوالم خارج نطاق نظامنا الشمسي، وتفتح أفقًا جديدًا لاستكشاف المجرات البعيدة.