في العمق السحيق للكون، يتواجد كوكب ساحر يُعرف باسم كيبلر-1047 c، يندرج ضمن تلك العوالم السماوية التي تلفظ بأسرارها الفلكية. يتألق هذا الكوكب البعيد ببريقه الخافت في سماء الكون، حيث يتخذ موقعه الثابت على بُعد يناهز 2667 وحدة فلكية من الأرض.
تبرز جمالية كوكب كيبلر-1047 c بوضوح عند النظر إليه من الأرض، حيث يظهر بدرجة لمعان تبلغ 13.46 من المقاس الظاهري للنجم الذي ينتمي إليه. يُعتبر هذا النجم الذي يضيء سماء كيبلر-1047 c بمثابة إحدى اللؤلؤات الساطعة في عنقود الكواكب.
وما يميز كيبلر-1047 c هو أنه يعتبر من الكواكب الصخرية، حيث يندرج تصنيفه تحت فئة الكواكب العُرضية، وهو يشترك مع الأرض في هيكلها وتركيبها. تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في سنة 2016، حيث فتحت للبشرية نافذة جديدة لاستكشافاتها الفضائية.
تتسم الخصائص الفيزيائية لكيبلر-1047 c بالتمازج الفريد، إذ يُقدر وزنه بنسبة 0.937 مضاعفة مقارنة بوزن الأرض، مما يمنحه كتلةً لا تختلف كثيرًا عن كوكبنا الأم. وبالنسبة للقطر، يعتبر كيبلر-1047 c متواضعًا بمعدل 0.99 مضاعفة لقطر الأرض، مما يجعله يشبه إلى حد كبير هيكلنا الكوكبي.
تتحرك كيبلر-1047 c حول نجمه الأم بمدار ذي نصف قطر يبلغ 0.0434 وحدة فلكية، متسارعًا في رقصه الفلكي بفترة دوران تبلغ 0.008761123 سنة. يظهر هذا الكوكب الساحر بأنه ملتزم بمدار دائري تقريبًا، حيث يكمن جاذبية النجم الأم برفق في دفعه إلى الاستمرار في حركته حوله.
لا يُخفى على علماء الفلك أن عملية اكتشاف كيبلر-1047 c تمت عبر استخدام طريقة العبور، حيث تلاحظ الزوالات المتكررة لكمية الضوء المنطلق من النجم عندما يمر الكوكب أمامه. يعكس هذا الاكتشاف الرائع إلى مدى تطور تقنيات الرصد والمراقبة في ميدان الفلك الحديث.
إن كوكب كيبلر-1047 c يستحق أن يلقى الضوء على جماله وتكوينه الفريد، حيث يكشف لنا عن جوانب جديدة ومثيرة في ملحمة الكواكب والفضاء. يبقى هذا العالم البعيد غنيًا بالألغاز والأسرار، ينتظر أن يكون محط اهتمام الباحثين والرواد الفضائيين في المستقبل، مُفتحًا بذلك بابًا جديدًا نحو اكتشافات مستقبلية مثيرة.