في سماء الفضاء الخارجي، تتوهج نجوم متعددة بأنوارها المتلألئة، وترافقها كواكب وأجرام فلكية تثير فضول الإنسان وتحمل في طياتها أسرار الكون اللامتناهي. ومن بين هذه الأجرام الفلكية الرائعة، تبرز كوكب WASP-147 b، كعلامة ساطعة في سماء الفضاء، مهيمنًا بجماله وتكوينه الفريد.
يقع كوكب WASP-147 b على بُعدٍ يصل إلى حوالي 1423.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله عالمًا بعيد المنال يستحق استكشافه ودراسته بعمق. تتلألأ نجمه الأم، المحدد بسطوع يبلغ 12.681 نجمة، في السماء كنقطة ضوء تُضاء بها سماء الليل في الفضاء الخارجي.
وفي سحب غيومه الضخمة والمتلاطمة، يكمن سر جوهري يميز WASP-147 b ككوكب غازي عملاق، حيث تتجسد فيه الأطياف الساحرة للهيدروجين والهيليوم وغيرها من الغازات الثقيلة. يتميز هذا العملاق الغازي بتعدد ألوانه وأشكاله، مما يجعله جوهرًا فلكيًا يستحق الاهتمام والبحث المكثف.
تم اكتشاف كوكب WASP-147 b في عام 2018، حيث أضاءت تقنية العبور النجمي المتقدمة على وجوده، ما جعله ضمن قائمة العوالم البعيدة التي تستحق دراستها واستكشافها لفهم أسرار تكوين الكون وتطوره.
تتميز خصائص WASP-147 b بتعقيد فلكي مذهل، فعلى الرغم من كونه عملاقًا غازيًا، إلا أنه يتميز بكتلة تقارب 0.275 مقارنة بكتلة المشتري، ونسبة نصف قطر تزيد بمقدار 1.115 مقارنة بنصف قطر المشتري أيضًا. تدور هذه العملاق الغازي على مداره بنسبة لا تصدق، حيث يبلغ شعاع المدار الدوري حوالي 0.0549 وفترة دورانه الإجمالية تقريبًا 0.012594113 سنة.
ومع ذلك، فإن WASP-147 b يبدو أكثر اعتدالًا في سلوكه الفلكي، حيث لا يظهر أي تحول في المسار الدوراني، وتميل مداراته إلى الدوران بانتظام دون أن تتأثر بالشذوذ الكبير في التوازن الديناميكي للنظام الشمسي.
تم الكشف عن هذا العملاق الغازي باستخدام تقنية عبور النجم، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب تحجيمًا طفيفًا في سطوع النجم نتيجة امتصاص الكوكب لجزء من ضوءه. هذه الطريقة الدقيقة للكشف تعكس التطور المذهل في التكنولوجيا الفلكية الحديثة.
باختصار، يُعتبر WASP-147 b كوكبًا فريدًا ومثيرًا في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي، حيث يتحدى خصائصه الغامضة وسلوكه الفلكي الاعتيادي المفهوم الحالي لتشكل العوالم الغازية العملاقة. ومع مزيد من الدراسات والاستكشافات، فإن WASP-147 b يعد بالكثير من الإضافات المثيرة لفهمنا للكون ومدى تنوعه وغموضه.