عند النظر إلى السماء اللامعة في سهم الكوكبة الصائب، تبرز نجمة باهرة تدعى Kepler-90، تحمل على كاهلها مجموعة من الكواكب التي تثير الدهشة وتحمل في طياتها أسراراً علمية هائلة. ومن بين هذه الكواكب المثيرة للاهتمام، نجد Kepler-90g، العملاق الغازي الذي يسرد قصة فريدة من نوعها في عالم الفضاء.
Kepler-90g تعد واحدة من الكواكب الغازية الكبيرة التي تحوم حول نجم Kepler-90 بتألقها الساطع الذي يبلغ 13.883 درجة من السطوع النجمي. تم اكتشاف هذا العالم البعيد في عام 2013، حيث قام العلماء بتحليل البيانات الواردة من مهمة Kepler للفضاء، والتي تعتمد على استشعار انحناء الضوء الذي يحدث عندما تعبر الكواكب أمام نجومها الأم.
بالنظر إلى الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-90g، نجد أنها تنتمي إلى فئة العمالقة الغازية، حيث يكمن جزء كبير من تكوينها في غلافها الغازي. تمتاز Kepler-90g بكتلة تعادل 80% من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. ومن المثير أيضًا أن يتم قياس شعاعها بنسبة 72.3% من شعاع المشتري، مما يجعلها تبرز بحجم هائل وجاذبية قوية.
تتميز Kepler-90g بمسافة فلكية تبلغ 0.71 وحدة فلكية، وهي البعد التي تفصلها عن نجمها الأم Kepler-90. يتسارع العملاق الغازي حول نصف مداره في زمن قدره 0.5765914 يوم، ما يجعلها تتحرك بسرعة مذهلة في فضاء الكواكب. وما يميز Kepler-90g أكثر هو استقرار مدارها، حيث تظهر قيمة الشذوذ المداري (الانحراف عن المدار المستديم) بصفر، مما يعزز فهمنا لترتيبها في هذا النظام النجمي المعقد.
عملية اكتشاف Kepler-90g تمت باستخدام أسلوب العبور، حيث يتم رصد الانخفاض الطفيف في السطوع عندما تعبر الكواكب أمام نجمها الأم. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بتحديد خصائص الكواكب بدقة، مما يفتح الباب أمام فهم أعماق الفضاء وأسراره المحيطة بالكواكب البعيدة.
في النهاية، تظهر Kepler-90g كعالم فريد يحمل في طياته الكثير من الألغاز والتحديات العلمية. إن فهمها يعزز من توسيع رؤيتنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يجسد رحلة استكشافية مثيرة تمتد إلى أبعد نقاط الكون، حيث تنسجم العلوم والألغاز لتكوِّن لوحة فضائية تلفت انتباه الإنسان وتشد فضوله نحو أسرار السماء اللامعة.