في السماء البعيدة، حيث يتوسع الكون وتتجلى أسراره، نجد نجمًا يُعرف بالاسم Kepler-81، ينبثق في اللامنتهى السماوي بألق يحمل في طياته أسرار الكواكب المحيطة به. إحدى هذه الكواكب، التي تحمل اسم Kepler-81c، تتوسط هذا النظام الفلكي بتلك البُعد الذي يعتري الخيال ويثير الفضول. يتباهى Kepler-81c بمسافة فارغة قدرها 1136.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يجعلها تحتل مكانة بارزة في الجدول السماوي لتلك الأجرام السماوية.
هذا الكوكب، برغم بعده الفلكي البعيد، يبرز في سماء Kepler-81 بلمعان استثنائي، إذ يصل تألقه النجمي إلى 15.258 درجة. تلك اللمحات الضوءية تنسج خيوطًا من الأسرار والغموض، مهيمنة على السماء اللامحدودة لهذا النظام النجمي.
Kepler-81c يتميز بطبيعة فلكية تجعله يشبه إلى حد كبير الزهرة الزرقاء الجميلة في نظامنا الشمسي. إنه كوكب من نوع “نبتوني”، حيث تتواجد في غلافه الجوي طبقات من الغازات المتعددة، مما يمنحه مظهرًا يشد الأنظار ويثير التساؤلات حول حياته وطبيعته الفريدة.
تم اكتشاف Kepler-81c في عام 2012، حين كانت تكنولوجيا الفضاء تنطلق نحو مستويات جديدة من التقدم والاكتشاف. كانت لحظة تاريخية تكشف فيها العلماء عن وجود هذا العالم البعيد، وكأنهم يخترقون حواجز الزمان والمكان ليروا ما لم يراه عين بشرية من قبل.
أما عن الوزن الفلكي لهذا الكوكب، فيبدو أنه يحمل عبءًا ثقيلاً يُقاس بمضاعف قدره 4.3 مقارنة بكتلة الأرض. إنها كتلة تضفي على Kepler-81c هيبة فلكية وتمنحه تأثيراً جاذبياً قوياً يحكم حركته وديناميته في هذا النظام النجمي.
بالنسبة للأبعاد، يظهر Kepler-81c بشكل مُصغر بنسبة 0.211 مقارنة بنصف قطر المشتري، مما يكسبه توازنًا فلكيًا فريدًا ويجعله يبرز كجسم فلكي فريد في سماء Kepler-81.
تدور هذه الكوكبة السماوية البعيدة في فلك Kepler-81 على مدار بُعد يبلغ 0.08347 من وسط نجمها، ويتسم هذا الكوكب بفترة دوران فلكية تبلغ 0.03285421 سنة. يبدو أن Kepler-81c يسير على مسار دائري تقريبًا بدرجة انحراف صفر، مما يجسد الانسجام الفلكي في هذا النظام الفلكي البعيد.
وكأنه كتابة فلكية تمزج بين الشعر والعلم، يظهر هذا العالم البعيد وكأنه نقطة مضيئة في السماء اللامنتهية، يشير إلى أنه هناك المزيد من الأسرار التي تنتظر اكتشافها في هذا الكون الواسع والجميل.