في الأعماق السحيقة للفضاء اللانهائي، حيث يتجول الأفق اللامتناهي بأسراره وعجائبه، تبرز كواكب عديدة كنقاط مضيئة في سماء الليل. ومن بين هذه الكواكب، تظهر Kepler-80 f كجوهرة ثمينة في تاج الكون، تنطوي على أسرار مذهلة وخصائص فريدة.
تعد Kepler-80 f واحدة من تلك الكواكب التي أثارت إعجاب المستكشفين وعشاق علم الفلك على حد سواء. تبلغ المسافة بينها وبين الأرض حوالي 1205.0 سنة ضوئية، مما يجعلها تتأرجح في الحدود البعيدة للنظام الشمسي، وتأتي هذه البعد الهائلة لتضفي جاذبية خاصة على هذا العالم الغامض.
تتميز Kepler-80 f بلمعانها الخافت في سماء الليل، إذ تصل سطوعها النجمي إلى 15.23، مما يجعلها واحدة من تلك الكواكب التي تعزف لحنًا هادئًا في سمفونية الكون. وعلى الرغم من أنها تظهر بشكل خافت بالنسبة للمراقب البشري، إلا أنها تعتبر مكانًا رائعًا لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة.
Kepler-80 f تعتبر من نوع “سوبر أرض”، حيث ينعكس ذلك في خصائصها الفيزيائية المميزة. يظهر أن لديها مضاعف كتلة يبلغ 1.92 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحها كتلة محترمة تعكس تكوينها الفريد. وبالنسبة للشعاع، يبلغ مضاعفها 1.21 مرة من شعاع الأرض، مما يجعلها تندرج في فئة الكواكب الضخمة والمثيرة للاهتمام.
تتميز Kepler-80 f أيضًا بموقعها الفلكي المميز، إذ تتواجد على بُعد قدره 0.0175 وحدة فلكية من نجمها الأم، مما يعني أنها تدور حول نجمها في مدار يمتد على مسافة قريبة نسبيًا. ويتمثل فترة دورانها الفلكية في 0.0027378509 سنة، مما يعكس سرعة دورانها السريعة ويضيف للتحديات التي تواجهها في البحث عن حياة.
على الرغم من تلك السمات الفريدة، يظهر أن Kepler-80 f يتميز بانخراطها في حركة دورانية متجانسة تقريبًا، حيث يصل إلى الصفر، مما يجعلها تقترب من دوران دائري تقريبًا حول نجمها الأم.
تم اكتشاف Kepler-80 f في عام 2016 باستخدام أسلوب العبور الكوكبي، وهو الطريقة التي قادت إلى كشف النقاب عن العديد من العوالم البعيدة واستكشافها بشكل أعمق. ومنذ ذلك الحين، أصبحت Kepler-80 f واحدة من النجوم الساطعة في سماء علم الفلك، ملهمة العديد من الباحثين والمفكرين بإمكانية وجود عوالم أخرى تحمل في طياتها أسرارًا جديدة حول الحياة والكون.