عند النظر إلى السماء اللامعة لليلة مظلمة، يتساءل الإنسان عن الكواكب والأجرام السماوية التي تعبق السماء بألوانها وجمالها. في هذا السياق، تبرز كوكب Kepler-74 b كواحد من الكواكب البعيدة والمثيرة للاهتمام في سماء الفضاء. يتمتع هذا العالم الغامض بسحر خاص يتجلى في مجموعة متنوعة من السمات الفريدة والتي تجعله محط أنظار العلماء وعشاق الفضاء على حد سواء.
يبلغ متوسط المسافة بين Kepler-74 b والأرض نحو 3841.0 سنة ضوئية، مما يعني أنه ينتمي إلى النجوم البعيدة والتي يصعب على العيون البشرية رؤيتها بدون استخدام التلسكوبات القوية. تتميز النجمة المستضيفة بقوة لامعة تقدر بحوالي 14.487 درجة نجمية، وهي معلم ساطع يضيء طريق هذا العالم البعيد في سماء الليل.
Kepler-74 b يندرج تحت تصنيف “عملاق الغاز”، مما يعني أنه يتمتع ببنية تكوينية تشبه إلى حد كبير تلك التي يمتلكها عمالقة الغاز في النظام الشمسي، مثل المشتري وزحل. يظهر الكوكب بحجم أصغر بنسبة طفيف مقارنة بالمشتري، حيث يبلغ معامل الكتلة 0.63 مقارنة بكتلة المشتري، ونسبة الشعاع 0.96 مقارنة بشعاع المشتري. هذه الفروق البسيطة تمنح Kepler-74 b طابعًا فريدًا يعكس تنوع العوالم في الفضاء الخارجي.
تم اكتشاف Kepler-74 b في عام 2013، وهو إحدى الكواكب العديدة التي اكتشفها التلسكوب الفضائي Kepler خلال مهمته في رصد التغيرات في سطوع النجوم. تمثل هذه الاكتشافات قفزة هامة في فهمنا لتنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
معلومات إضافية تتناول خصائص مدارية مثيرة للاهتمام، حيث يكمن Kepler-74 b على بعد حوالي 0.0781 وحدة فلكية من نجمه الأم، ويستغرق حوالي 0.019986311 يومًا لإكمال دورة كاملة حوله. تتميز هذه الحركة الدورية بعدم وجود انحراف طولي، مما يشير إلى أن مسار الكوكب يكون أقرب إلى المدار المستديم والمستقر.
تم الكشف عن Kepler-74 b باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تساعد في تحديد معلمات الكواكب بدقة وتوفير نافذة فريدة لفهم تكويناتها وخصائصها الفيزيائية.
في النهاية، يظهر Kepler-74 b كنافذة مثيرة تفتح لنا أبوابًا جديدة لفهم أسرار الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتجعلنا نتساءل عن المزيد من العوالم البعيدة التي تكمن في أعماق الكون، في انتظار أن تكشف لنا عن أسرارها وتحكي لنا قصصًا جديدة في عرض الكون اللامتناهي.