في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تظهر لنا سماء الليل بكل ألوانها وأسرارها، وفي هذا الفضاء اللانهائي يتوسع عقل الإنسان ليكتشف الكواكب البعيدة ويستكشف أسرارها الخفية. تمثل إحدى هذه الكواكب السماوية Kepler-4 b، التي تعتبر واحدة من أبرز الجواهر في سماء هذا الكون الواسع.
تمتاز Kepler-4 b بموقعها البعيد، حيث تبعد عنا بمسافة تبلغ 1592 وحدة فلكية، ما يجعلها تتألق في أعماق الفضاء بألوانها الخاصة وسط ظلام لا ينتهي. تكمن سحر هذه الكوكبة في سطوع نجمها الأم، إذ يبلغ مقدار اللمعان الظاهر للعين البشرية حوالي 12.285 درجة من المقدرة الظاهرية.
تعتبر Kepler-4 b كوكبًا من نوع “نبتوني”، حيث تتشابه خصائصها بشكل لافت مع تلك التي نجدها في كوكب نبتون الزهراء في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الفريد في سماء الليل في عام 2009، حيث قام العلماء بتحليل بيانات مهمة جمعها التلسكوب الفضائي كيبلر.
تكمن غرابة Kepler-4 b في خصائصها الفيزيائية، حيث يتضح أن كتلتها تعادل 24.472 مرة كتلة الأرض، مما يجسد تباينًا ملحوظًا في الكتلة بين هذا العالم وعالمنا الخاص. وبالنسبة للشكل، يظهر الكوكب بأبعاد مختلفة تمامًا، إذ يصل نصف قطره إلى 0.357 مرة نصف قطر كوكب المشتري.
تدور Kepler-4 b حول نجمها الأم على مدار بعد يبلغ حوالي 0.0456 وحدة فلكية، ما يجعل فترة دورانها حول نجمها قصيرة للغاية تبلغ 0.008761123 سنة. وما يميز هذا الكوكب أيضًا هو انعدام التشوه في مداره، إذ يظهر بأنه يسير في مدار دائري بدقة تامة، مما يضيف لسحره وجاذبيته الفريدة.
تم اكتشاف Kepler-4 b باستخدام أسلوب الكشف عن العابرات الكوكبية، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية تمكن العلماء من فحص خصائص الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رؤيتها مباشرة.
في الختام، يبرز Kepler-4 b كلوحة فنية في فضاء الكواكب، حيث تتداخل فيها القوانين الفيزيائية والتراكيب الفلكية لتخلق عالمًا غامضًا وجذابًا، يطل علينا من بعيد كنجمة في سماء لا نهاية لها.