على هامش اللامنتهى السماوات، يرقد كوكب بعيد يحمل اسمًا يثير الفضول ويشع الغموض: Kepler-233 b. يأخذ هذا الكوكب مكانه الساطع في نظامه الشمسي، حيث يبلغ مسافته عنا حوالي 2794.0 سنة ضوئية، مما يجعله جارًا بعيدًا وغامضًا ينتظر استكشافه بشغف.
تتلألأ نجمة Kepler-233 بلمعانها الذي يبلغ مقداره 15.477 درجة، مضيئة الليل الفلكي بسطوعها الباهر. وهنا، على هذا الخلف اللامع، تظهر الأشكال الفلكية المذهلة لكوكب Kepler-233 b، الذي ينتمي إلى فئة الكواكب من نوع “نبتونية”، حيث يشترك في بعض الخصائص مع كوكب نبتون الزرقاء في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف Kepler-233 b في سنة محورية هي 2014، عندما تسلل إلى مجال الرؤية الفلكية للعلماء والباحثين الذين لاحظوا تغييرات طفيفة في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه، في ظاهرة تعرف بالعبور الكوكبي “Transit”.
يتميز Kepler-233 b بخصائصه الاستثنائية، حيث يكسب وزنًا يعادل 6.48 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة ضخمة بالنسبة لمعايير الأرض. وفي مقابل ذلك، يتناقص حجمه إلى 0.217 من حجم المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تدور Kepler-233 b حول نجمه الأم في مدار يبلغ نصف قطره 0.077 وحدة فلكية، متسارعًا بفترة دوران تبلغ حوالي 0.023271732 سنة، مما يجعله يتجاوز مسافاته بسرعة خيالية في هذا السماء البعيدة. وبالرغم من تسارعه السريع، يظل Kepler-233 b محافظًا على تمركزه المداري، حيث يتسم مداره بعدم وجود تمدد متقلب (Eccentricity)، مما يضفي على حركته ثباتًا ونظامية.
رصد هذا الكوكب البعيد لم يكن سهلاً، إذ تم استخدام أساليب رصد “Transit”، حيث اكتشف الباحثون تلك الظاهرة الفلكية الفريدة للمرة الأولى. ومن خلال هذا الاكتشاف البارز، تفتح أمامنا أفقٌ جديد لفهم الكواكب البعيدة وخصائصها المدهشة.
هكذا، تظهر Kepler-233 b ككوكب ذو طابع فريد في سماء الفضاء، يجذب الباحثين وعشاق الفلك إلى استكشاف عالمه المدهش والتعرف على أسراره الخفية.