في العمق اللانهائي للسماء الفلكية يتألق كوكب جديد ببريق خافت يدعى Kepler-1849 b، وهو عالم غامض يتوسط الفضاء البعيد بتلك البُعد الهائل. يتميز هذا الكوكب بمسافة تبلغ حوالي 2061 وحدة فلكية عن الأرض، ما يجعله ينتمي إلى عائلة الكواكب البعيدة في نظامنا الشمسي.
تبرز دراستنا لهذا العالم الفلكي باستمرار، حيث تكشف لنا القياسات أن كوكب Kepler-1849 b ينتمي إلى فئة الكواكب ذات النوع الشبيه بنبتون، ما يعني أنه يحمل خصائص تشبه تلك التي تميز كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إن تلك الصفات الفريدة تتضح من خلال سطوع النجم الذي يحيط به، حيث يُقدر سُطوع النجم بحوالي 15.997 درجة، ما يلقي الضوء على سحر وجمال هذا العالم السماوي.
استكشاف Kepler-1849 b للمرة الأولى كان في سنة 2021، عندما تم الكشف عنه باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، الذي يتيح لنا مراقبة تأثير عبور الكوكب أمام نجمه الأم، ما يظهر كانخفاض طفيف في سطوع النجم. يتناغم هذا الأسلوب الدقيق مع الحاجة إلى استكشاف الكواكب البعيدة والمجهولة في أرجاء الفضاء.
أما عن الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-1849 b، فإنه يبرز بكتلة غامضة تعادل حوالي 6.29 مرة كتلة الأرض، وهو معيار يعكس الشدة الجاذبية لهذا الكوكب بالمقارنة مع منزلنا الأرض. بالنسبة للقطر، يكون Kepler-1849 b أصغر بنسبة 0.213 مقارنةً بقطر المشتري، ما يُضفي عليه شكلاً خاصاً يثير الفضول.
تُضفي المعلومات الفلكية الدقيقة على سحر هذا الكوكب، إذ يدور في مدار يُقدر بنسبة 0.2597 من مدار الأرض، ويستغرق حوالي 0.15687884 سنة لاكتمال دورته حول نجمه. يلاحظ أيضاً عدم وجود تمدد في المدار، ما يعني أنه يتسارع بحركة دورانه بشكل ثابت ومنتظم.
في نهاية المطاف، يُشكل Kepler-1849 b نقطة ساطعة في لوحة الكواكب والنجوم، حيث يبقى محط اهتمام علماء الفلك والباحثين، الذين يسعون دائماً لفهم أعماق هذا الكون اللامتناهي والغامض الذي يحمل في طياته الكثير من الأسرار والمفاجآت.